صنائع و مدارس حربیہ فی عہد محمد علی باشا
الصنائع والمدارس الحربية في عهد محمد علي باشا
اصناف
وبلغ عدد هؤلاء التلاميذ مائة وأربعين بمدرسة الطب، وخمسين تلميذا آخرين يدرسون فن الأقرباذين في قسم الصيدلة. وفي نهاية كل سنة يمتحنون جميعا ليعرف مبلغ ما حصلوا عليه.
وقد وسعت غرف المستشفى سبعمائة وعشرين سريرا. وهي غرف نسقت تنسيقا بديعا، وتخللها الهواء الطلق، وحلت النظافة منها في كل مكان؛ حيث نيط بمدرسي مدرسة الطب ملاحظة خدمة المستشفى، فقاموا بذلك وبالتدريس في آن واحد.
ودعت حاجة مدينة القاهرة إلى إقامة مستشفى آخر في ميدان الأزبكية يسع ثلاثمائة سرير لمرضى الرجال، ومائتين لمرضى الإناث. وهو تابع للمستشفى الأول بأبي زعبل، وفرع منه تنقل مرضاه إليه عندما يكثر عددهم، أو تكون أمراضهم خطرة، كما أنشئ مستشفى خاص بالولادة له أساتذة وطلاب عديدون، ومدرسة للقابلات تحت إدارة إحدى قابلات باريس الماهرات.
وأما المجلس الصحي فكان أعضاؤه أربعة، اختيروا من مشاهير الأطباء الذين في خدمة الوالي، يرأسهم الدكتور كلوت بك. ووظيفة هذا المجلس الأولى السهر على الصحة العمومية، ثم اختيار الأطباء والصيادلة للجيش بعد امتحانهم، وعرض أسماء الناجحين منهم على ناظر الحربية. وكان الأمر كذلك في نقلهم وترقيتهم بعدما يتلقون أوامر الناظر في هذه الشئون. (1-2) مدرسة الطب البيطري
وشيد بالقرب من المستشفى الآنف الذكر مستشفى جميل للخيل كان أيضا مدرسة للطب البيطري، أسسها مسيو م. هامون، وبلغ تلاميذها مائة وعشرين طالبا يدرسون فيها البيطرة على أستاذين فرنسيين. وفي المباني الملحقة بهذه المدرسة إصطبلات كان يوجد بها عادة مائة حصان.
ثم نقلت المدرسة المذكورة إلى شبرا بعدما شيد لها هناك دار فسيحة، ومحل لتربية الخيول والاعتناء بها حوى ثلاثين حصانا من فحول الخيل للنزوان «طلوقة»، وستمائة وسبعين فرسا. (1-3) مدرسة المشاة بالخانقاه
أعدت هذه المدرسة على أحدث نظام ليتعلم فيها أربعمائة شاب مصري قسموا إلى ثلاثة بلوكات. والعلوم التي تتلقى فيها هي التمرينات، والإدارة الحربية، واللغات العربية والتركية والفارسية. وكان بها ضابط جراح للاعتناء بالجرحى والمرضى، وكانت أول ما أنشئت بمدينة دمياط، ثم نقلت إلى الخانقاه. (1-4) مدرسة الفرسان بالجيزة
هذه المدرسة كانت في نفس القصر الذي سكنه المملوك الحربي الشهير مراد بك، والذي قضى فيه بونابرت الليلة التالية لمعركة الأهرام. وهذا القصر يملي علينا ذكريات مجيدة، حتى إن الذين زاروا مصر في هذا العهد لا يزالون يعرفون هذا القصر، رغما عما أدخله الأتراك فيه من التغييرات. وقد أصبح الآن ثكنة جميلة للفرسان، ومدرسة نظمها مسيو فاران، الذي كان أركان حرب المارشال جوفيون سانت سير.
وفي هذه المدرسة يتعلم مائتا جندي حديثو السن مناورات الفرسان، فضلا عن الحركات العسكرية. وهم مشاة، وكانوا يرتدون ملبسا مشابها تمام المشابهة لملبس الفرسان الفرنسيين فيما عدا القلنسوة، ولهم أساتذة يعلمونهم اللغتين التركية والعربية، وضباط لقيادتهم. ونظامها هو نفس النظام المتبع في مدرسة سومور، إلا بعض تغييرات طفيفة استلزمتها الحالة المحلية، وفيها أيضا أساتذة لتعليم اللغة الفرنسية، والرسم، والمبارزة، وترويض الخيل.
ويتعلم فيها التلاميذ فوق ما مضى استعمال النفير «البوق»، وسائر آلات الموسيقى التي تستخدم في فرق الفرسان. وهؤلاء التلاميذ كانوا خليطا من المصريين والأتراك، وهم يتخرجون منها ضباطا لفرق الفرسان متعلمين ومدربين تدريبا حسنا، ولهذه المدرسة كبقية المعاهد الأخرى ناظر مكلف بالسهر على حفظ النظام بين مرءوسيه، وتوقيع الجزاءات، وتوزيع الغذاء والعلف، ورئيسه المباشر هو ناظر الحربية؛ لأنه من الرجال الحربيين. (1-5) مدرسة المدفعية بطرا
نامعلوم صفحہ