167

يا له من منهل عذب يزيل الكرب بل يروي الظماه (الظما)

وأنشدني لنفسه أيضا :

تراءى كظبي خائف من حبائل

يشير بطرف ناعس منه فاتر

وكتب بهما إلى مولانا وشيخنا محمد الشامي (1) مع رقعة صورتها :

يا مولانا عمر الله بالفضل زمانك ، وأنار في العالم برهانك. سمحت للعبد قريحته في ريم هذه صفته بهذين البيتين ، فإن رأى المولى أن يجيزهما ويجيرهما من البخس ، فهو المأمول من خصائل تلك النفس ، وإن رآهما من الغث فليدعهما كأمس ، ولعل الاجتماع بكم في اليوم هذا بعد الظهر قبل العصر (2) لنحث كؤوس المحادثة ما راق بعد العصر. والمملوك كان على جناح ركوب ، بيد أنه كتب هذه البطاقة بسرعة وأرسلها إلى سوق أدبكم العامرة التي ما برح إليها كل خير مجلوب.

فأسبل الستر صفحا إن بدا خلل

تهتك به ستر أعداء وحساد

فكتب مولانا الشيخ بهذين البيتين بديهة ، فعين الله على تلك الفطرة النبيهة :

ولرب ملتف بأجياد المها

نحوي وأيدي العيس تنفث سمها

ثم نظم معنى بيتي الوالد فقال :

ولقد يشير إلي عن حدق المها

والرعب يخفق في حشاه الضامر

صفحہ 179