ومنه ما رواه الإمام أبو العباس الحسني عليه السلام في (المصابيح) بسنده إلى عبدالله بن الحسن عليه السلام عن علي بن الحسين عليه السلام قال: صبحتنا الخيل - يعني يوم الجمعة - في كربلاء فدعا الحسين بن علي عليه السلام بفرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المرتجز فركبه ثم رفع يده فقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة كم هم يضعف به الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو فأنزلته بك وشكوته إليك رغبة فيك إليك عمن سواك ففرجته وكشفته، أنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة يا أرحم الراحمين، ثم عبأ أصحابه... إلخ، ثم قال عند أن ألجاؤه عن شريعة الفرات وقد كاد يلقي بنفسه على الماء عطشا فرماه حصين بن تميم بسهم أصاب فمه الشريف فجعل يلقي الدم ويوميء به إلى السماء وذلك غير دم مولوده الذي كان يلقيه إلى السماء عند أن ذبح بسهم فقال: اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تذر على الأرض منهم أحدا .
وفيه بسنده إلى زيد بن علي عليه السلام قال: وذلك عند بروزه وخفق الراية على رأسه فقال: اللهم لك خرجت، وإياك أردت، ورضوانك طلبت، ولعدوك نصبت، فانتصر لنفسك ودينك، وكتابك ونبيئك وأهل بيت نبيئك ولأوليائك المؤمنين، اللهم هذا الجهد مني وأنت المستعان، نعم؛ ولا بأس بالسرور بالطاعة والتوسل بها فقد روى أبو العباس أيضا إلى زيد بن علي عليه السلام أنه قال عند خفق الراية: الحمد لله الذي أكمل لي ديني؛ والله ما يسرني إن لقيت محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنههم عن منكر... إلخ كلامه عليه السلام.
صفحہ 81