وبك آمنت، وعليك توكلت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعصبي، وعظمي" وهذا كان في صلاة التهجد. وكان إذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه وقال: "سمع الله لمن حمده" (١)، وقد ثبت رفع اليدين في هذه المواضع الثلاثة، ولكثرة رواته شابه المتواتر، فقد صح في هذا الباب أربعمائة خبر وأثر، ورواه العشرة المبشرة بالجنة. ولم يزل على هذه الكيفية حتى رحل عن هذا العالم، ولم يثبت شيء غيرها، وكان إذا رفع رأسه من الركوع استوى قائمًا وكذا بين السجدتين. وقال: "لا تجزيء صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود" (٢).
وكان في بعض الأحيان إذا رفع رأسه من الركوع قال: "ربنا ولك الحمد" أو قال: "اللهم ربنا لك الحمد" (٣) وكلاهما صحيح، لكن الجمع بين اللهم والواو لم يثبت، وكان يطول هذا الركن مقدار الركوع غالبًا، وأحيانا كان يقول: "سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء من أهل الثناء، وأهل المجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" (٤)، وأحيانًا يقول: "اللهم اغسلنى من خطاياى بالماء والثلج والبرد ونقني من الذنوب والخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب" (٥)، وأحيانا يقول: "لربي الحمد لربي الحمد" يكررها مقدار الركوع.
_________
(١) متفق عليه رواه البخاري (ج ٢ ص ٢٩٩) ومسلم (ج ١ ص ٣٥٠) وانظر سبل السلام (ج ١ ص ٣٦٦).
(٢) متفق عليه.
(٣) رواه الشيخان: البخاري (ج ٢ ص ٢٩٩)، (ج ١ ص ٣٥٠) وأبو داود في كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع حديث رقم (٨٤٧ - ج ١ ص ٢٢٤)، والنسائي (ج ٢ ص ١٩٨ - ١٩٩) في كتاب الافتتاح، باب ما يقول في قيامه ذلك.
(٤) رواه مسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع حديث رقم (٤٤٧ - ج ١ ص ٣٤٧). وأبو داود في كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع حديث رقم (٨٤٧ - ج ١ ص ٢٢٤). والنسائي (ج ٢ ص ١٩٨ - ١٩٩) في كتاب الافتتاح، باب ما يقول في قيامه ذلك.
(٥) انظر صحيح البخاري (ج ٢ ص ١٢٧)، ومسلم (ج ١ ص ٤١٩). وأبي داود (ج ١ ص ٢٠٧)، والنسائي (ج ٢ ص ١٢٨ - ١٢٩).
1 / 34