٤- منهج الخطيب في كتاب السابق واللاحق:
قلنا فيما مضى أن الخطيب ابتكر هذا النوع من التأليف إذ لم يسبق إليه فيما نعلم وقد اشار مؤلفه في المقدمة إلى أنه ضمنه ذِكْرَ مَنِ اشْتَرَكَ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ مِنْ تباين وقت وفاتيهما تباينًا شديدًا وتأخر أحدهما عن الآخر تأخرًا شديدًا١.
وقد جعل اعتبار اقل فرق بين وفاة الراويين مدة ستين سنة فإن قل الفرق عن ذلك أهمله وهذا هو شرطه ٢، ورتب اسماء المذكورين على حروف المعجم من أوائل أسمائهم، وأورد لكل من الشيخين الراويين عن شيخ واحد رواية ثم يذكر سنتي وفاتيهما والمدة بينهما، لكنه عدل عن طريقته في منتف٣ الكتاب تقريبًا فلم يعد يستعمل الأسانيد عند ذكر تواريخ الوفيات ولا الاستشهاد بروايات الراويين عن شيخ واحد، إلا نادرًا، بل اكتفى بذكر اسميهما ومدة ما بين وفاتيهما، ثم يقول: توفي فلان سنة كذا وكذا أو بلغني أن فلانًا توفي سنة كذا وكذا بدون ذكر للإسناد.
وفي آخر الكتاب أكثر من الإحالات على ما سبق في ذكر وفاة الرواة، وأحيانًا يبيّن الباب الذي تقدم فيه والترجمة وأحيانًا يقتصر على قوله تقدم ذكر
_________
١ السابق واللاحق ص: ٢.
٢ السابق واللاحق ص: ٣.
٣ المصدر السابق ص: ٦٨ وما بعها.
1 / 28