روم
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
اصناف
وكانت العملة السائدة في البلدان الإسلامية لا تزال دنانير رومية ودراهم فارسية، فغضب عبد الملك وخشي ما قد يحدثه تهديد الفسيلفس من أثر سيئ في نفوس المسلمين، فأشار خالد بن يزيد على عبد الملك بالتمسك بما أحدثه في القراطيس وقال: «يا أمير المؤمنين، حرم دنانيرهم فلا يتعامل بها، واضرب للناس سككا، ولا تعف هؤلاء الكفرة مما كرهوا في الطوامير.»
27
وسك عبد الملك دنانيره الأولى في السنة 692 وأرسل المبلغ السنوي المفروض عليه للفسيلفس من هذه الدنانير الجديدة، فغضب يوستنيانوس لخلو هذه الدنانير من صورة أباطرة الروم ولحملها عبارات لم تخل من التحدي: «أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.» فرفض الفسيلفس قبول هذه الدنانير وتحرك بجيوشه إلى الحدود العربية الإسلامية، واصطدم الجيشان في السنة 693 بين سبسطية وسيواس
Sebastopolis ، واستعاض العرب المسلمون عن الأعلام بنسخة من المعاهدة بينهم وبين الروم رفعوها عاليا، وقاد يوستنيانوس جيشه بنفسه، وكاد ينتصر في الجولة الأولى، ولكن العرب اتصلوا بعناصر الصقالبة من جيش الروم وأغروهم بالوعود فخانوا الروم وانضموا إلى العرب، فدارت رحى الحرب على الروم وخسروا أرمينية.
وفي السنة 694 عاد محمد بن مروان فغزا، فبلغ أنيولية ومرعش وملاطية، ودخل عثمان بن الوصيد إلى أرمينية، فهزم الروم فيها وأثخن فيهم بالقتل والأسر، وعاد العرب إلى الصوائف في الحرب، وما انفكوا يبعثون بالصائفة كتيبة بعد أخرى حتى غنموا مالا كثيرا، واقتص يوستنيانوس ممن بقي من الصقالبة في آسية الصغرى، فأصبح موضع كراهيتهم، وحبا عبد الملك من التجأ إليه منهم بالمساكن في ثغور الشام وقبرص، فنجحوا وأثروا إثراء غريبا، وغدا بنو جنسهم في آسية الصغرى أداة لخدمة العرب المسلمين في أي نضال حربي ينشب بين هؤلاء وبين الروم،
28 «واستفاد المسلمون كثيرا من ولاء الصقالبة؛ إذ كانوا على علم بدروب آسية الصغرى ومسالكها، فقاموا بوظيفة الأدلاء للجيوش الإسلامية، ولذا تابعت الجيوش الأموية انتصاراتها وإغاراتها على مدن آسية الصغرى دون أن تلقى جهدا كبيرا.»
29
المجمع البنثيكتي «الخامس السادس» (262)
وقال كاتب البيذاليون في مقدمة كلامه على هذا المجمع: إن أبرز الرؤساء في المجمع البنثيكتي
؛ أي الخامس والسادس
نامعلوم صفحہ