رسالتان لہ اجاب فیہما عن رسالتین سئل فیہما سوال التعنیف

ابن حزم d. 456 AH
14

رسالتان لہ اجاب فیہما عن رسالتین سئل فیہما سوال التعنیف

رسالتان له أجاب فيهما عن رسالتين سئل فيهما سؤال التعنيف

تحقیق کنندہ

د . إحسان عباس

ناشر

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

1987 م

پبلشر کا مقام

بيروت / لبنان

فالجواب - وبالله تعالى التوفيق - اننا قد بينا أنهم هم المتهمون ( 4 ) للصحابة والتباعين حقا ، لأنهم كلهم عندهم ( 5 ) في نصاب من لا ينبغي أن يشتغل به ويطلب أقوالهم ، ولا يلتفت إلى شيء من فقههم إلا ما وافق مالكا ( 6 ) فقط . وأما قولهم : إنه لا يقع بأنفسهم أننا أفقه ممن مضى ، ولا أحذق ممن سلف إلى آخر الكلام ، فهذا أمر لا ندعيه لأنفسنا ، ومعاذ الله أن نظن هذا ، ولكن كما نظروا هذا النظر ، وأصابوا في ذلك ، فلينظروا أيضا أن مالكا وابن القاسم لم يكونوا أفقه ممن مضى قبلهما من الصحابة والتابعين ، ولا أدرى منهم بالمعاني والأحكام والتاويل ، والناسخ والمنسوخ والأوامر والأفعال والخاص والعام ، والمحظور والمباح والفرض والندب ، إذ قد حووا بلا شك من لقاء النبي صلى الله عليه وسلم ومشاهدته ما لا يحوي مالك وابن القاسم عشر معشاره ، ولا طالعوه قط ، لقرب أولئك من النبوة ومهبط الرسالة ، ولمضمون صلاحهم وورعهم ، وانهم القرنان الفاضلان المقدمان على قرن مالك وابن القاسم . فإذن ( 7 ) لم يكن تأخر مالك عنهم موجبا تقليد رجل منهم . إلا اننا نحن على كل حال ، ولله الحمد ، لا ندعو إلى رأينا ولا قولنا ، وإنما ندعو إلى اتباع المضمون له أنه أفضل جميع الإنس والجن ، والمقطوع بعظمته ، وأنه لا يقول إلا الحق ، والذي امرنا الله باتباعه بإقرارهم إن كانوا مسلمين . وإلى هذا ندعوهم ، وهم يدعوننا إلى ترك ما صح عنه عليه السلام ، واتباع رأي مالك . وإذا كان سائغا لهم عند أنفسهم خلاف سفيان الثوري ، وسعيد بن المسيب ، والزهري لقول مالك ، وساغ ( 1 ) لابن وهب وأشهب والمخزومي وابن الماجشون [ 181 ظ ] وابن نافع وابن كنانة مخالفة مالك في مسائل جمة ، فقد سوغ ( 2 ) ذلك وأوجب لنا وعلينا خلاف مالك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأما القبر من دار الهجرة ، فدار الهجرة باقية بفضلها ، لم ينتقص من فضلها شيء أصلا ، وقل غناء ( 3 ) ذلك عن سكانها . وأما قولهم : ' لأنهم في القرن [ الممدوح المحمود ] لورعهم وصلاحهم ' ، فما مالك أولى بذلك من فقهاء زمانه كسفيان والليث والأوزاعي ومعمر وابن عيينة وابن المبارك وغيرهم ممن قبله وبعده ومعه ، والفضل بيد الله تعالى لا بأهواء المتمنين . وأما قولهم : إنهم طالعوا دواوين لم نطالعها نحن ، ومن الدواوين ما لا نقف على أسمائها ، فلعمري ما لشيوخهم ( 4 ) ديوان مشهور مؤلف في نص مذهبهم إلا وقد رأيناه ولله الحمد ، كثيرا ، ككتاب ابن الجهم وكتاب الأبهري الكبير ، والأبهري الصغير والقزويني وابن القصار وعبد الوهاب والأصيلي ( 5 ) ، ولقد كان ينبغي لهم أن يدخلوا فيها هذه الخبايا التي تركنا بها هؤلاء الجهال ، وإن كانت عندهم ولم يذكروها فقد غشوهم وظلموهم . وإن كانوا الغاية في ذلك الذي لم يقدروا على أكثر منها ( 1 ) ، فما بال كلام هؤلاء الجهال بالأهذار المقرة لعيون الشامتين ولكن لو عرف الناقص نقصه لكان كاملا

16 - ثم قالوا : ' وهل تدعي [ انك ] أنت أحطت ( 2 ) بجميعها علما ، وأحصيت ما في جميعها حفظا '

فالجواب - وبالله تعالى التوفيق - انه يعكس عليهم هذا السؤال ، يقال لهم : أتراكم أنتم أحطتم ( 3 ) بجميع تواليف العلماء ، وأحصيتموها ( 4 ) فإن قلتم : نعم ، كذبتم لأنكم لا تدرون شيئا من الكتب ، إلا خواص منكم ، إلا المدونة والمستخرجة فقط . وإن قلتم : لا ، قيل لكم : فمن أين وقع لكم أن تدينوا الله تعالى بقول مالك دون قول من سواه لو نصحتم أنفسكم وأما نحن فقلنا : قد أحطنا ( 5 ) - ولله الحمد - بكل ما يحتج به المخالفون [ 182 / أ ] والموافقون ، جمعنا ولله الحمد صحيح أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلمن وجمهور ما رواه المستورون ممن لم يبغوا مبلغ ان يحتج بنقلهم . هذا أمر نهتف [ به ] ونعلنه على رغم الكاشح وصغار وجهه ، فمن استطاع إنكارا فليبرز صفحته وليناظر مناظرة العلماء ، فمن عجز عن ذلك فليسأل سؤال المتعلمين ، أو ليسكت سكوت أهل الجهل الخبيرين بجهلهم . فإن أبوا إلا الرابعة ، وهي هذر النوكى ، فتلك خطة عائدة على أهلها بالخزي والدمار في الدنيا والآخرة ، والحمد لله رب العالمين

17 - ثم قالوا : ' وإنك تقصيت وأحصيت حديث رسول الله عليه وسلم كله أجمع أكتع حتى لم يفت حظك منه شيء ، فتعمل من [ غير تقليد ] صاحب وتابع '

صفحہ 92