============================================================
طريقها (وذات رثة ترك الفكر)، ذات الرثة ورم حار فيها وعلامته حمى احادة وفي الدوام على الفكر مخرج من مضيق الجهل الى فضاء العلم والعرفان وفي ذلك تنفيس كرب الجهل وترك الفكر وتعطيله يوجب كربا وشدة من مقاساة الجهل كتعطيل الرئة التي هي آلة التنفس بالمرض المذكور (وخفقان ترك الذكر) الخفقان حركة اختلاجية تعرض للمقلب والذكر طمانينة القلب، الا بذكر الله تطمثن القلوب وفي ترك الذكر عدم تلك الطمأنينة وهو الحركة والاضطراب الى اهواء شتى فتبين لك من هذا وجه الشبه بين الخفقان وبين ترك الذكر (وسل ترك الواجبات) السل مرض معلوم سببه تخرق في الرثة لذلك لا يرجى لصاحبه البرء، لانه لا يمكن سد تلك الخروق وانى للطبيب الوصول الى ذلك ولوسدت لعادت حالا لان الرثة دائمة الحركة بالتنفس فلا تسكن ريشما يستقر الدواء على الداء وكذلك ترك ما اوجب سبحانه وتعالى فانه لا ينفع معه عمل من الاعمال الصالحة ولا اصلاح لما افسده ترك الواجبات وكما ان السل داء يستدرج الانسان الى الموت الجسدي كذلك الاصرار على ترك الواجبات يستدرجه الى المروق من الدين وهو الموت الروحاني الابدي انما يستجيب الذين يسمعون والموق يبعثهم الله (ويرقان ترك الطاعات) اليرفان تغير فاحش من لون البدن الى صفرة او سواد اكثره ينشأ من جهة الكبد والمراد بالطاعات هنا النوافل، فان تركها يوجب تغيرا في اوصاف كمالات النفس لا في اصل عقائدها الايمانية بخلاف ترك الواجبات لذلك شبه ترك الواجبات بالسل المؤدي للموت وترك الطاعات بتغير كمال لون البدن (وسلس العجب) السلس خروج البول بلا ارادة والعجب زهو وكبر في النفس يظهر في المغرورين بلا اختيار وارادة منهم شبه بسلس البول لأنه عن طبع خبيث يخرج بلا ارادة وكذلك بول السلس (واستسقاء الغفلة عن شكر الايمان) الاستسقاء مرض مادي سبيه مادة غريبة باردة تتخلل الاعضاء وسبب التشبيه في هذا المحل ان الانسان اذا غفل عن شكر الايمان نقص ايمانه ففي الشكر مزيد وفي الغفلة عنه نقصان قال تعالى لثن شكرتم لأزيدنكم ، واذا نقص الايمان بالغفلة عن شكره سرت في الاعضياء المادة الغريبة من المنكرات وفعل المعاصي (و) (مغص عدم الصبر عند البلاء) المغص وجع في الامعاء سببه، اما ريح مختلفة او فضل حاد لذاع او غير ذلك مما هو معروف عند الاطباء وهووجع مقلق لا يمكن معه الاستقرار وكذلك البلاء عند ترك الصبر فلا يستطيع الاستقرار من نزل به بلاء والصبر معين عليه، قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة، (و) (حصاة اللهو واتباع هوى التفس) ، وجه تشبيه اللهو واتباع الهوى بالحصاة التي
صفحہ 61