============================================================
بانقضاء الدنيا لان عدم العلة الغائية يستوجب عدم المعلول واثما عبر عن المعرفة بالعبادة لئلا بهمل شأنها وهي ام المعرفة والمعرفة نتاجها فكانها هي هي، (فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين) اتى بهذه الآية ردا على قوم زعموا ان العبد متى وصل بالعبادة والرياضة الى المعرفة فليس عليه ان يعمل حتى ذهب الجهل بطائفة منهم الى ترك الفرائض والواجبات اعاذنا الله من هذه النزغات (وقال سبحانه في حديث قدسي من طلبني وجد وجدتي) هذا تأكيه لما سيق من الحث على العبادة فان الطلب والجد يكون بعين العبادة، قال تعالى في معنى هذا الحديث القدسي، والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا (وكذا) اي مثل ما ذكر من الحث حثنا سبحانه وتعالى و(امرنا بالذكر) بقوله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، (و) امرنا (بالتقوى ظاهرا وباطنا) بقوله تعالى، وذروا ظاهر الاثم وباطنه (في كل وقت وحين) كما ورد بالآيات والأحاديث، كقوله صلى الله عليه وسلم، اتق الله حيث كنت، وامرنا باجتناب الغفلة (بقوله تعالى شأنه ولا تكن من الغافلين) وبقوله (واذكر ربك اذا نسيت) وقل عسى ان يهديني ري لأقرب من هذا رشدا (ونهانا عن الغفلة واتباع اهل اهوى بقوله جل شأنه، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا)، اغفال الحق للقلب عبارة عن ايجاده على طبق حقيقته الذاتية الامكانية في علمه تعسالى المقتضية للغفلة ، فالحقائق لا تقبل التغيير اذ كل ممكن كلمة من كلمات الحق ولا تبديل لكلماته سبحانه فانك اذا ابدلت حرفا من كلمة بحرف آخر لاصلاح تلك الكلمة لم يكن ذلك من قبل جعلك الشيء شيئا آخر بل هو اعدام شيء واظهار شيء اخر فافهم (واوجب علينا اصلاح البال) الذي هو القلب (بقول حبيب حضرة المتعال صلى الله عليه وسلم في الحال والاستقبال) الجار والمجرور من الحال والاستقبال متعلق بصلى لا باوجب (الا وان في الجسد مضيغة ان صلحت صلح الجسد كله وان فسدت فسد الجسد كله الاوهي القلب) هذا مقول القول واعلم ان للقلب ظاهرا وباطنا وهي المضيغة المعروفة وهر السر الذي حقيقة الانسان عبارة عنه كما ان الجسد كذلك فان صلح سر القلب بالفكر والتصفية صلح سر الاعضاء وظهر عليها النور فلم تعمل الا فيما يرضي الخالق والعكس بالعكس، وان صلح ظاهر القلب اي المضيغة المذكورة باعتدال دمها بالاغذية المحمودة صلح الجسد نفسه واعتدل مزاجه اذا الاعضاء تستمد الدم من مضغة القلب كما ذهب اليه اكثر الاطباء والمحققين فظهر من هذا ان للمحديث وجهين (هدانا الله ووفقنا لذكره بالقلب)، لا بمجرد اللسان فذكره لا يجدي ما لم يواطىء الجنان (و) هدانا (الى طريق
صفحہ 55