============================================================
(وانعام انواع نعمة النعيم) اضافة انعام الى انواع من اضاقة المصدر الى مفعوله وانواع نعمته سبحانه لا تحصى (وفضلتا على كثير من خلقه) برهان ذلك قوله تعالى وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا (وبين لنا طريق الوصول الى معرفته) ببيان فعل المشروعات وكيفية سلوك سبيل الرياضات والمجاهدات، قال تعالى، والذين جاهدوا فينا لنهديتهم لنا (بفضله الميم) لا بسبب احسان سبق منا يستوجب آن يبين سبحانه لنا ما هو الموصل الى سبيل النجاة بل بمحض الكرم المطلق والجود الاسيق (وجعلنا من امه سيدنا ومولانا وشفيعنا محمد)، اذهذا اكبر نعمة تستوجب دوام الحمد لان كل نعمة مندرجة فيها، كيف لا والسعادة الابدية منوطة بالاتباع له والتسليم، والشقاوة السرمدية رهن العدول عن نهجه القويم وصراطه المستقيم (الرؤف الرحيم صاحب الخلق العظيم) كما قال تعالى، بالمؤمنين رؤف رحيم، وقال سبحانه، وانك لعلى خلق عظيم، (الذي هر المعروف بالرحمة العليا والموصوف بالوصف الكريم) لانسه ما خلق الا رحمة بجميع المخلوقات من معدن وحيوان ومجردات وروحانيات، فهو الرحمة الشاملة للموجود من شاهد ومشهود، وقد خوطب بذلك فقيل له لولاك لولاك لما خلقت الافلاك، اذ هو مادة العالم وهيولاه وهو المعبر عنه بالعقل الاول باصطلاح الفلاسفة وبالقلم الاعلى باصطلاح العارفين، قال عليه السلام لجابر رضي الله عنه، أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر، وقال مرة اخرى، أول ما خلق الله العقل، ومعلوم انه ارسل رحمة للعالمين، قال تعالى، وما أرسلناك الارحمة للعالمين، (والمركز لظهور رحمة الحق للخلق الجديد والقديم) الخلق الجديد عالم الاشباح والخلق القديم مجردات الارواح وان شئت قلت الخلق الجديد التكوين الآني والقديم التكوين الذى قبله، فان عند اهل الشهود ان كل موجود في عدم وتكوين دائما لان ذات الممكن تقتضي العدم والارادة تقضي بالايجاد وذلك كنقطة تدار بسرعة فترى دائرة متصلة الاجزاء وهي تفقد من الاحياز وتعود اليها بسرعة ولا يشعر بذلك بل زمن علم الممكن عين زمن ايجاده وحملوا على هذا قوله تعالى، أفعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد، وقوله كل شيء هالك إلا وجهه، اي هالك في ننه يرى موجودا بقيومية ذات الخق به وايجاده له سبحاته، وقد شبه المؤلف قدس سره وجوده عليه السلام بمركز الدائرة والعالم بالدائرة لان نقطة المركز تقابل كل نقطة من الدائرة بذاتها، فهو عليه السلام متوجه بكليته الى كل مكن فمنه يستمد الوجود رحمة الودود (وصلى الله العلى الحكيم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين) (اما بعد: فيا ايها الاخوان
صفحہ 52