فقال ذلك الشيخ : أيها القوم ! الصدق منجاة , وما ذنب الشيطان في الوسوسة ؟ وما ذنب آدم وحواء في أكل الشجرة ؟ أما علمتم أن الله خلق الوسوسة في الشيطان ومنعه من خلافها , وأرادها منه وقضاها عليه , وخلق الأكل فيهما ولم يقدرا على تركه وأراد منهما الأكل ثم يقول : { ألم أنهكما عن تلكما الشجرة } , ومن الشيطان حتى يقدر على شيء ؟ ومن آدم وحواء حتى يقدرا على أكل الشجرة ؟ الكل من الله . وبكى وبكى الناس حوله وقالوا : صدقت ! فقام من غمار الناس معتزلي أخذته الرعدة وعينه تفيض من الدمع , وقال أف لكم يا معشر المجبرة وسوأة لكم ! أتبرئون الشيطان وتوركون الذنب على الرحمن ؟ أما تستحيون من ربكم ؟ أما لكم عقل يردعكم ؟ أما لكم دين يمنعكم ؟ { أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون }وارتفعت الضجة وتفرق الناس , وأنا شاكر لسعيكم ذاكر لما كان منكم .
صفحہ 13