فصل: ومما استدل به علينا في جواز دعوة غير الله في المهمات قوله ﷺ: "إذا انفلتت دابة أحدكم في أرض فلاة فلينادي يا عباد الله احبسوا"
...
فصل
ومما استدل به علينا في جواز دعوة غير الله في المهمات قوله ﷺ في الحديث الذي رواه ابن مسعود: "إذا انفلتت دابة أحدكم في أرض فلاة فلينادي يا عباد الله احبسوا".
وفي رواية "إذا أعيت فلينادي يا عباد الله أعينوا" وهذا من جملة الجهل والضلال، وإخراج المعاني عن مقاصدها من وجوه.
" الأول " أن هذه ليست بوسيلة أصلًا، إذ معنى الوسيلة ما يتقرب به من الأعمال إلى الله ﷿ وهذا ليس بقربة.
" الثاني " أن الحديثين غير صحيحين.
أما الأول فرواه الطبراني في الكبير بسند منقطع عن عقبة ﵁، وحديث انفلات الدابة عزاه النووي ﵀ لابن السني وفي اسناده معروف بن حسان، قال بن عدى هو منكر الحديث ولا دليل في هذين الحديثين مع ضعفهما ولا في الحديث المتقدم قبلهما على دعاء أصحاب القبور كعبد القادر الجيلاني من قطر شاسع، بل ولا ينادي غيره لا الأنبياء، ولا الأولياء، إنما غايته أن الله ﷿ جعل من عباده من لا يعلمهم إلا هو سبحانه ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ وإذا نادى شخصًا باسمه معينًا فقد كذب على رسول الله صلى الله وعليه وسلم " ... " من لا يؤمر بندائه، وليس معنى الحديث في كل حركة
1 / 51