وقلت: أتريدين الصدق؟
قالت: نعم.
قلت: توهمت الحب لكنني لم أحب بعد.
وضحكت وألقت بشعرها الأصفر الغزير إلى الوراء، رأيت بين أسنان فكها العلوي سنة ذهبية. أظافرها طويلة مدببة مطلية باللون الأحمر. أمسكت خصلة من شعرها بين أصابعها ولعقت بطرف لسانها شفتها العليا وقالت: لا يوجد شيء اسمه الحب.
سألتها: من أي بلد؟
قالت: أنا إيطالية، وأشتغل في بني غازي.
وقلت: وماذا تشتغلين؟
قالت وهي تشعل سيجارة: راقصة، ثم أردفت بصوت خافت: ومومس أيضا.
انتفض جسدي مبتعدا عنها بحركة شبه غريزية، لأول مرة في حياتي أرى امرأة مومسا، قرأت عنهن في الروايات وشهدتهن في أفلام السينما، رمقتها بطرف عين أدرس ملامحها وذراعيها وساقيها، كل شيء فيها عادي لا يثير الانتباه. كنت أظن أن المرأة المومس لا بد وأن تثير الانتباه بشيء غير عادي. تأملت أصابع يدها الخمس بدهشة، كأنما كنت أتوقع أن يكون لها ست أصابع أو سبع، أفقت على هزة عنيفة كأنما تسقط الطائرة في البحر، ومعدتي تسقط معها إلى تحت، أمسكت المقعد بكلتا يدي وهتفت: ماذا يحدث؟
وقالت المرأة الإيطالية: نهبط في بني غازي.
نامعلوم صفحہ