ألف بيت أو خيمة بحيث لم يعد بوسع أي رجل من الجاف أن يتعدى إلى تخومها لأنه إذا ما فعل ذلك سرعان ما يقتل بدم بارد. بينما يركب الهماوند بجماعات تعد الواحدة منها عشرين أو ثلاثين خيالا فيذهبون إلى الجاف وينهبون بيوتهم. لكنني أعتقد أن قوله هذا فيه شيء من المبالغة ، لأن الجاف يستطيعون أن يقدموا إلى الپاشا ألف خيال مقتدر في وقت الحاجة. وهم يقطنون في الغالب منطقة شهرزور ، لكنهم ينتشرون أيضا على طول خط الحدود. هذا وقد اغتنم أحد أولئك التعساء من الجاف فرصة مرور قافلتنا فحمل نبالته ووجاهته سالمة إلى خارج المناطق الخطرة.
وقد تم آخر تبديل لحراسنا في جعفران بالقرب من سفح ممر سكرمة ، إحدى بوابات كردستان الكبيرة في هذه الاصقاع. ولما كان قد رافقنا من هناك اثنان من الخبثاء الجريئين الشبيهين باللصوص فقد علق دليلنا عليهما بقوله إنهما يعدان بعشرين فارسا. ثم استطرد قائلا : «إن اللصوص يخشونهما ولا يجرأون على مهاجمتنا بوجودهما ، لكننا يجب علينا أن نكون حذرين على كل حال ، ولتكن حيوانات الحمل غير متباعدة ، ونحن سنكلف أحد هذين بأن يسير في المقدمة.» فجد رفاقي في السير بعد أن صدر لهم مثل هذا الإنذار ، وهم الذين يلجأون في كثير من الأحيان إلى حيلة التلكؤ والتباطؤ الخبيثة ، حتى وصلنا إلى شدقي الممر بالسرعة اللازمة.
فوقفنا هنا وقفة قصيرة ، لكنني سررت لذلك لأنها مكنتني من أخذ رسم
صفحہ 47