161

أو أن يكون أصلها من الثناية بمعنى الفلاحة والزراعة ، ولكن الثناية بمعنى الفلاحة والزراعة لم يرد منها اسم مكان ، ثم إنها لم ترد بهذا المعنى إلا عند ابن الأثير في تفسير حديث قتادة : كان حميد بن هلال من العلماء ، فأضرت به التناوة أو التناية.

والعامة عندنا في جبل لبنان تستعمل التناية بمعنى الفلاحة أيضا ، لكن لا مطلقا ، بل يقولون : تناية للوجه الثاني من حرث الأرض ، والأظهر أن أصل المثناة بالثاء لا بالتاء.

بقى علينا وجه تأويل آخر ، وهو أن تكون من (تنأ) أقام ، وقد سهلوا الهمزة فصارت (تنا)، وجاء منها اسم مكان (المتناة) أي محل الإقامة ولعمري لنعم محل الإقامة هي ثم إن العامة حرفتها من التاء إلى الثاء ، فهاذا كل ما يخطر لي من جهة هذه اللفظة.

ثم إني لما عزمت على الكتابة عن الطائف وكان بلغني أن في المكتبة التيمورية بمصر بعض تآليف عن الطائف ووج كتبت إلى ذلك العالم الفاضل الكبير ، الذي من أي الجهات اعتبرته فهو أمير ، أحمد باشا تيمور ، قدس الله روحه ، ونور ضريحه ، أرجو منه إذا كانت عنده كتب في هذا الموضوع أن يأمر لي باستنساخها على نفقتي ، فكان منه أنه لم يمض على رجائي هذا خمسة عشر يوما حتى جاءني منه (4) تآليف في هذا البحث ، مصورة بالفوتوغرافية بالمطبعة السلفية الشهيرة ، ومجلة تجليدا مذهبا ، وهذه الكتب هي :

1 «إهداء اللطائف ، من أخبار الطائف» تأليف الشيخ حسن بن الشيخ علي العجيمي المكي الحنفي ، من علماء أواخر القرن الحادي عشر.

2 و «تحفة اللطائف ، في فضائل الحبر ابن عباس ووج والطائف» للشيخ محمد جار الله بن عبد العزيز بن عمر بن محمد ، الشهير بابن فهد ، المتوفى سنة (922).

صفحہ 197