============================================================
فالأمر قبل الأداء، والأمر قبل الوقت إعلام للعبد كيف يؤدي حق الله إذا جاءا الوفت. فمنها ما وقته واحد، ومنها ما له وقتان ، وكثير منها آداؤه على وجهين: أحدهما وقت موسع مخير فيه ، إن شاء يعجله وإن شاء يؤخره، كالظهر إلى آخر وقتها، وكالعصر وغير ذلك، والوقت الآخر : هو : الذي آلزم فيه الفرض، وإن فات فقد خرج وضيع (1).
وأما إرادتها : فإخلاص النية لله عز وجل بالقيام بها .
و أما ما أوجبها أولا فأولا فإنما يستدل على ذلك بالكتاب والسنة، مع التثبت قبل الفعل على قدر الوجوب في آداء اي الحقوق أعظم في وجوبها وأيها قد حضر وقته، وأيها لم يحضر وقته، وأيها يترك لما هو آوجب منه؟ .
وأما فيما هي ففي أعمال القلوب والجوارحا فأما بأيها بدأ الله عز وجل: فأول ما بدأ الله عز وجل به خلقه من إيجاب الرعاية فيه لحقه ف[حقد] بدأهم، بأن تعبدهم برعاية حقوقه في قلوبهم، في جمل عقودها وهمومها من تدينها، ومحابها ومكارهها ، وعند منازعة خطراتها التي هي بده دواعي كل خير وشر، ثم جوارحهم من الأسماع والأبصار ، والألسن ، والأيدي والأرجل والمآكل (والمشارب) (2) والمشام والمباشرة بالأبدان: من الأخذ بالفعل (2) والترك.
فعلى العبد أن يبدأ بما بدأ به . فيبدأ برعاية حقوق الله عز وجل في قلبه، فإنه أول عامل منه، وعنه تكون أعمال الجوارح، فيوقفه حيث أوقفه الله عز وجل ، من ال الرعاية لحقوقه، فيوقفه على جمل رعاية حقوق الله عز وجل، في عقود ضميره، حتى يقوم بها الله عز وجل كما أمره وتعبده، وهي ثلاث خلال : اعتقاد الايمان ومجانبة (1) وذلك كصوم رمضان، ومن مات وهو قادر على الحج على مذهب من يقول بوجويه على الفور .
(2) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (3) في ط: الأخذ للفعل.
صفحہ 90