============================================================
المعتزلي يطالب تلميذه بصفاء العقل، والسني يطالب تلميذه بإقامة وصفاء الروح ال ولكن أيا من المدرستين لم ترسم الطريق لصفاء الروح الذي يعتبر بحق أساس الاصلاح لمجتمع يوشك على الفساد .
كان أهل السنة والفقهاء على درجة من حسن النية بالحجماهير ، إذ يكتفون بإقامة ظاهر الطقوس الدينية ، ولا يهتمون بفحص الدوافع والغايات إلا في نطاق القوانين الي تحدد الأعمال العبادية بشروطها وأركانها ومبطلاتها .
ولم تكن آي مدرسة من المدرستين صالحة لقيادة الحجماهير، فالجماهير فقيرة من النصوص، كما هي فقيرة من العقل الغواص وراء المعضلات، كما أنها عاطلة من الصفاء الذي يحدد البداية والغاية كما يريدها الإسلام، ومن هنا كان الأساس الذي أقام عليه الإمام المحاسبي بناء مدرسته هو : تحديد البداية والغاية وتطهير القلب من دنىء الوزر، وحمايته من هجمات النفس، ثم تصحيح العبادات على ضوء الكتاب والسنة، والاكتفاء من العلم بالقليل مع العمل ، فإذا ماتم للمريد إحكام هذا القدر الا وعرف كيف يراقب نفسه ويحاسبه، وكانت له قوة قاهرة على نفسه صلح أن يكون شيخا يرشد الجماهير بعد أن يتفقه ويحدث ليكون فقيها صوفيا، لا صوفيا فقيها إذ الأول أعلى وأثبت كعبا من تاليه بلا نزاع.
والعامة على جهلهم بالعلم هم قدر كبير من القدرة على النقد وتلمس السقطات على عكس العلماء الذين يسعفهم التأويل، وحسن الظن ، وتغليب الخير سياسة للناس ونظرة فاحصة لما يدور في عقلية الأوساط الشعبية من أفكار تستغرقهم تماما تحقق ما نقول.
ومن هنا كانت القدوة الحسنة الصادقه القويمة هي عدة المرشد الجماهيري والعامل الأساسي في نجاجه وقوته على أداء رسالته كاملة . فما هنالك من قوة تقهر جبروت الجهل لدى العامة أعظم من قوة الصدق في السلوك، والعمل بالعلم والرغبة عما في أيدي الناس.
صفحہ 7