186

============================================================

كما روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال: " بايعنا رسول الله عالله تحت الشجرة على أن لا نفر، ولم نبايعه على الموت، فأنسيناها يوم حنين، حتى نودي بأصحاب الشجرة فرجعنا" .

وإنما الغيظ مثل ضربته لك ، قياسا على امتلاء القلب بحلاوة الشهوة، وحمد المخلوقين.

فينسى العبد عزمه والكراهة المتقدمة للرياء في جملة عقد قلبه، فيركن ولا ينفي ذلك، وعامة الأعمال الحرام كذلك (من هذا الباب) (1) .

فكذلك الذي عرض له وليس معه ذكر الرياء، فلما فقد المعرفة، لما عرض ( له) (2) زال عن الكراهة الأولى ولم يستعملها ، لأنه إنما قدمها في جملة عقد ضميره، يستعملها عند العارض ليبعثه على ألا يقبله، قتركها حين احتاج إليها، وفي الموضع الذي أعدها له لأن تلك الكراهة من عزم العبد على الإخلاص ، وترك الرياء قبل العمل، على أن يخلص ، ولا يرائي، إذا عمل عملا من طاعة ربه عز وجل.

فقدم الكراهة للرياء (2) قبل العمل ليستعملها عند العمل ، فيضيعها بنسيانه للقيام جق ربه عز وجل في باطنه.

فلما فقد المعرفة نسي الكراهة الأولى.

وقد يذكر، فيعرف ان الذي عرض عارض، وداع إلى ما يحبط عمله، وأنه الرياء الذي نهى عنه فيغلبه هواه وشهوته، فلا يرد ذلك، ولا يكرهه لغلبة اهوى وقلة هيجان الخوف.

فياما آن يتشاغل عنه بعد المعرفة.

(1) ما بين الحاصرتين: سقط من ط.

(2) ما بين الحاصرتين: سقط من ط (3) في كراهة الرياء.

صفحہ 185