============================================================
والقارىء لكتاب الله عز وجل، أن الله تبارك وتعالى يقول لكل واحد منهم : كذبت. بل أردت أن يقال: فلان عالم. ويقول للآخر: بل أردت أن يقال: فلان شجاع، وقال للثالث : بل أردت أن يقال فلان جواد. فقد قيل : قال النبي " فأولئك أول ثلاثة يدخلون النار" (1) .
فأخبر النبي عالله، عن الله عز وجل، أن رياءهم الذي أحبط أعمالهم: إرادة الناس بطاعة الله عز وجل.
وأخبر عن قلوب الصادقين المخلصين له عن أعماهمن أنهم قالوا: {إنما ظعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)، قال مجاهد في تفسير ذلك: ما قالوه بألسنتهم، ولكن قالوه بقلوبهم.
فحكى الله عز وجل عنهم، ليرغب راغب، فرضي عنهم إذ نفوا عن قلوبهم أرادة حمد المخلوقين (1)، وإرادة مكافآتهم والحديث في ذلك كثير، فدلنا بالعلم أن الرياء : إرادة غير الله عز وجل بالطاعة .
فالرياء: إرادة المخلوقين بطاعة الله عز وجل.
باب معرفة أن الرياء على وجهين احدهما اعظم، والآخر أهون وكلاهما رياء قلت: الرياء هذا الوجه وحده، أم في غيره من الوجوه؟ .
(1) أخرجه: إبن المبارك في الزهد 160.
(2) سورة الانسان، الآية: 9.
(3) تفاصيل حب الحمد وكراهة الذم من تراث الإمام المحاسبي أنظرها في أبوابها من (الوصايا ، ل وأعمال القلوب والجوارح، واداب النفوس) . والأخير سيظهر قريبا بعون الله من تحقيقنا . وفيها فصل المباح والمذموم من حب الحمد ، إلا أنه في الوصايا كان متشددا ، ولكنه رائع الحجة، بليغ
صفحہ 161