============================================================
3 - منهجه في التربية يقول أئمة الإرشاد الصوفي: إن الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق . ولا نجدا في التاريخ مدرسة فكرية أثرت ثراء المدرسة الصوفية في تعدد مناهجها، وكثرة طرائقها، وتنوع مذاقاتها ومشاربها ، وأصالة ملكة الاجتهاد البناء لدى شيوخها .
ونحن حينما نتحدث عن المدارس الصوفية إنما نعني تلك المدارس الأصيلة التي تستند إلى الكتاب والسنة، وتستمد نورها من مشكاة الاسلام النقية، ولا تنساق وراء الوهم وخداع النفس، وضلال الجهل، وأضواء الشهرة.
هناك التصوف العام، وهناك تصوف الفقهاء وتصوف آهل الحديث ، وتصوف العباد، وتصوف المرتاضين، وتصوف النساك، وتصوف الحكماء والمناطقة، وتصوف الأصوليين، وتصوف الطبائعيين.
ولقد حدد العارف الشيخ أحمد زروق في القاعدة (59) من قواعده تلك الوجوه مع شيوخها، وقال تعليلا لشمول القاعدة الصوفية لجميع فروع العلم: إن عدد وجوه الحسن يقضي بتعدد الاستحسان.
ونزيد على هذا التعليل الحكيم : أنه لا العلوم العقلية ، ولا العبادات الشكلية ولا لانقطاع والاعتزال في الكهوف والمغارات يمكن أن يملأ الفراغ السحيق في أعماق الإنسان.
والإمام الحاسبي نفسه تحدث في هذا الصدد في مقدمة وصاياه إذ قال: لم أزل برهة من عمري أنظر اختلاف الأمة وألتمس المنهاج الواضح، والسبيل القاصد، وأطلب من العلم والعمل، وأستدل على طريق الآخرة بإرشاد العلماء ل وعقلت كثيرا من كلام الله عز وجل بتأويل الفقهاء، وتدبرت أحوال الأمة ونظرت في مذاهبها وأقاويلها، فعلقت من ذلك ما قدر في ، ورأيت اختلافهم ججرا عميقا غرق فيه ناس كثير وسلم منه عصابة قليلة.
صفحہ 10