251

روضہ الواعظین و بصیرت المتعظین - الجزء1

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

الأرض، وفي سماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض، أعطى الله عليا من الفضل جزءا (1) لو قسم على أهل الأرض لوسعهم، وأعطاهم من الفهم جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم، شبهت (2) لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى، وزهده بزهد أيوب، وسخاءه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داود، وقوته بقوة داود. له اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة بشرني به ربي، وكانت له البشارة عندي. علي محمد عند الخلق، مزكى عند الملائكة، وخاصتي وخالصتي وطاهرتي ومصباحي، ورفيقي، آنسني به (3) ربي، فسألت ربي أن لا يقبضه قبلي، وسألته أن يقبضه شهيدا.

دخلت الجنة، فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر، وقصور على كعدد البشر. وعلى مني [و] أنا من علي؛ من تولي عليا فقد تولاني. حب علي نعمة، واتباعه فضيلة دان به الملائكة ، وحف (4) به الجن الصالحون. لم يمش على الأرض ماش بعدي إلا كان هو أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا، لم يك قط عجولا ولا مسترسلا لفساد، ولا متعقدا، حملته الأرض فأكرمته. لم يخرج من بطن انثى بعدي أحد كان أكرم على الله (5) خروجا منه، ولم ينزل منزلا إلا كان ميمونا. أنزل الله عليه الحكمة، ورواه (6) بالفهم. تجالسه الملائكة ولا يراها، ولو اوحي إلى

صفحہ 257