[مقدمة المحقق]
بسم الله الرحمن الرحيم
اضطلعت نفائس كنوز المعرفة الإسلامية منذ أمد بعيد بمهمة تمهيد السبل أمام مسيرة التكامل البشري، وقد عبدت الحضارة الإسلامية طرق الخير والصلاح للناس قبل أن تخطو الحضارات الأخرى خطوة جادة في هذا المضمار. ولا غرابة في ذلك، بل هذا هو المأمول من دين حنيف له مثل هذه الشمولية، ولا نبالغ لو قلنا بأن هذا التراث الخالد من المعارف الإسلامية يعد بحد ذاته واحدا من أوجه التمايز بين الأمة الإسلامية والدين الإسلامي، وبين سائر الأمم والأديان.
والمسلم الذي يلتزم بتعاليم دينه ويعمل بها، يبلغ مرتبة لا يرى فوقها مرتبة من الرفعة والعظمة؛ لأنه اتخذ من الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) اسوة يسير على هديهم ويقتدي بسيرتهم ليتسنى له الوصول إلى غاية ما يبلغه الناس من الكمال.
والتاريخ أيضا يعكس هذه الحقيقة. حيث إنه يعتبر المعارف الإسلامية بمثابة المفتاح القادر على أن يفتح مغاليق كل القلوب وإزاحة الصدأ المتراكم عليها، وأن يعكس على القلوب المؤمنة ضياء هذا النور الإلهي المنبثق من مكة المكرمة.
وبعد مضي أكثر من أربعة عشر قرنا لا زال كثير من المسلمين وسواهم من غير المسلمين يتخذون من هذه التعاليم الإلهية منطلقا لسلوكهم وعلى أساسها يبني كل واحد منهم شخصيته، وبها يفرق المرء بين ما ينفعه وما يضره، وبها يقي نفسه من الهلكة، ويرتقي بهذه التعاليم القيمة إلى معالي درجات الكمال.
وقد استطاعت المكتبة الإسلامية أن تؤدي هذه المهمة بفضل ما تتصف به من سعة وعمق، وفي ضوء ما جادت به قرائح مؤلفيها من ترتيب وفقا للأبواب والفصول، فقد تم
صفحہ 3
ترتيب هذه الكتب بأسلوب رائع يسهل على الباحثين مهمة الانتهال من مائها العذب.
ومن الكتب الحديثية العقائدية فائقة الأهمية التي بقيت مصونة من عوادي الدهر هذا الكتاب الذي بين يديك. ألا وهو «روضة الواعظين وتبصرة المتعلمين» الذي طبع عدة مرات في ايران والعراق ولبنان. ويعد هذا الكتاب واحدا من مصادر بحار الأنوار، ومضامين هذا الكتاب مستقاة من الكلم الدرر لأهل البيت (عليهم السلام). وقد رتب ترتيبا بارعا حسب الأبواب والموضوعات، وكان في زمانه فريدا من نوعه.
ويتألف هذا الكتاب من جزءين خص المؤلف الجزء الأول- وهو يشتمل على ثلاثين مجلسا يتخللها بعض الأبواب والفصول- بذكر ماهية العقول والعلوم والنظر، ووجوب معرفة الله تعالى وفساد التقليد في ذلك، والكلام في صفات الباري، وخلق الأفعال، والقضاء والقدر، والعدل والتوحيد، والنبوة والبعثة، ومعجزات النبي (صلى الله عليه وآله) وتاريخه، ثم الإمامة وما يتعلق بها وتاريخ الأئمة (عليهم السلام) من أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) مع تاريخ فاطمة الزهراء (عليها السلام).
أما الجزء الثاني فيزيد على سبعين مجلسا، أتم في أوله الكلام في تاريخ الحجة (عجل الله فرجه وإمامته)، ثم ذكر في باقي مجالسه مناقب آل محمد (عليهم السلام)، وفضائل بعض الأعلام وأصحاب الأئمة، وفضائل أمة رسول الله (صلى الله عليه وآله). ثم استعرض ذكر بعض الفضائل من الطهارة والصلاة في المساجد والصوم والزكاة والحج والجهاد والأزمان والأماكن وبيان الصفات المحمودة والمذمومة، وبيان أشراط الساعة والموت حتى القبور والقيامة والصراط والميزان والجنة والنار وغيرها.
نرجو أن نكون بإحياء هذا التراث القيم ممن أحيا ذكر آل محمد (عليهم السلام)، ونقدم أثرا خالدا من التراث الشيعي القويم إلى المكتبة الإسلامية، يستفيد منها الباحثون في علوم أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين).
مجتبى الفرجي- غلام حسين المجيدي قم المقدسة- ربيع الأول 1422 ه
صفحہ 4
[المقدمة]
حياة المؤلف والتعريف بالكتاب
ولادة المؤلف
إن التاريخ لم يوف المؤلف حقه من الدراسة، ولذلك جهلنا كثيرا من جوانب حياته؛ فلم نعرف عن ولادته ولا نشأته ولا دراسته شيئا، وحتى ما ذكره مترجموه كان موجزا مجملا لا يتناسب المقام الكبير للمؤلف.
نسبة المترجم
هو الحافظ الواعظ الشهيد السعيد أبو علي محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن الفتال النيسابوري الفارسي.
والذي يتصفح معاجم التراجم يجد الرجل تارة منسوبا إلى أبيه، وأخرى إلى جده علي، وثالثة إلى جده أحمد بن علي.
ومن هنا يظن التعدد، خصوصا إذا وجد التفريق في الوصف والنسبة، كما احتمل ذلك غير واحد مما سنذكر لك.
ومن المفيد أن ندل القارئ على المعاجم التي ذكرته، وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: التي ذكرته منسوبا إلى أبيه الحسن: وهي: معالم العلماء (1) ومقدمة
صفحہ 5
المناقب (1) والمقابيس (2)، وخاتمة المستدرك (3)، وإيضاح المكنون (4) والكنى والألقاب (5)، وروضات الجنات (6) وغيرها.
القسم الثاني: التي نسبته إلى جده علي، وهي فهرست الشيخ منتجب الدين، وإجازة العلامة الحلي لبني زهرة، ومقدمة المناقب أيضا وغيرها.
القسم الثالث: التي نسب فيها إلى جده الأعلى أحمد بن علي، وهي فهرست الشيخ منتجب الدين أيضا، ورجال ابن داود (7)، ولسان الميزان لابن حجر (8)، وشعب المقال للنراقي (9)، والوجيزة للمجلسي، ومنهج المقال (10)، وتحفة الأحباب (11)، وجامع الرواة (12) وتأسيس الشيعة (13) وغيرها.
والتحقيق أن الرجل واحد، ولكن المترجمين اختلفوا في نسبته إلى آبائه؛ لأنهم كانوا من الشهرة وذيوع الصيت بالمكان اللائق بهم، حتى صح أن ينسب إلى كل منهم حفيدهم، والنسبة إلى الجد الأدنى أو الأعلى أمر شائع في كتب التاريخ والتراجم. ولا يخفى ذلك على من لاحظ تراجم أمثال ابن طاوس وابن شهرآشوب تلميذ المترجم له، وابن زهرة وابن معد وابن حمزة وابن سعيد وغيرهم.
التعريف به في المعاجم وثناء الشيوخ عليه
1. قال تلميذه الوفي الحافظ محمد بن علي بن شهرآشوب السروي: هو محمد بن الحسن الفتال الفارسي النيسابوري؛ له كتاب التنوير في معاني التفسير، وروضة الواعظين وبصيرة المتعظين (14).
وقال في مقدمة كتاب المناقب (15)- عند ذكر أسانيده لرواية كتب الشيعة فقال-: فأما
صفحہ 6
أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبي جعفر الطوسي، حدثنا بذلك ... وحدثنا أيضا المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني، ومحمد بن الحسن الفتال النيسابوري، وجدي شهرآشوب عنه أيضا سماعا وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته.
وأما أسانيد كتب الشريفين المرتضى والرضي ورواتهما فعن ... وعن محمد بن علي الفتال الفارسي أيضا عن أبيه الحسن كليهما عن المرتضى، وقد سمع المنتهى والفتال بقراءة أبويهما عليه- أي المرتضى-.
وقال أيضا (1): وحدثني الفتال بالتنوير في معاني التفسير، وبكتاب روضة الواعظين وبصيرة المتعظين .
2. وعده معاصره الشيخ الجليل عبد الجليل القزويني في كتابه النقض (2) في جملة أعلام الطائفة كالشيخ المفيد والطوسي والشريفين وأضرابهم (3)، ثم قال ما ترجمته: وكل منهم كان مدرسا ومتكلما وفقيها وعالما ومقرئا ومفسرا ومتدينا وزاهدا.
كما أنه اعتمد تفسيره «التنوير» ونقل عنه اسوة بنقله عن تفاسير شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي، وأبي علي الطبرسي، وأبي الفتوح الرازي، ثم وصف تفاسيرهم بأنها معروفة معتبرة معتمدة.
وقال أيضا (4) عند رد من رمى الشيعة بالجبر والتشبيه- بعد كلام ذكر فيه تفاسير الشيعة في وقته وعد منها تفسير الشيخ أبي جعفر الطوسي، وتفسير الشيخ محمد الفتال، وتفسير أبي علي الطبرسي، وتفسير الشيخ جمال الدين أبي الفتوح الرازي رحمة الله عليهم، فقال ما ترجمته-: وكلهم كان عالما خبيرا، وجميعهم علماء أمناء معتمدين، لا مجبرين، ولا مشبهين، ولا غالين، ولا أخباريين، ولا حشويين.
3. وقال الشيخ منتجب الدين بن بابويه في الفهرست المطبوع في آخر مجلدات بحار الأنوار (5): الشيخ محمد بن علي الفتال النيسابوري صاحب التفسير ثقة وأي ثقة! أخبرنا
صفحہ 7
جماعة من الثقات عنه بتفسيره.
وقال أيضا (1): الشيخ الشهيد محمد بن أحمد الفارسي مصنف كتاب روضة الواعظين.
4. وقال الحسن بن داود الحلي في رجاله (2): محمد بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري المعروف بابن الفارسي أبو علي «لم جخ» (3) متكلم، جليل القدر، فقيه، عالم، زاهد، ورع.
5. في تنقيح المقال (4): محمد بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري:
الضبط: الفتال- بالفاء-: هو الذي يفتل الخيط والحبل ونحوهما؛ فهو بالفاء المفتوحة والتاء المثناة من فوق المشددة والألف واللام، وما في بعض النسخ من إبدال الفاء قافا غلط بلا ريب.
الترجمة: قال ابن داود محمد بن أحمد بن علي: الفتال النيسابوري المعروف بابن الفارسي: أبو علي «لم جخ» متكلم، جليل القدر، فقيه، عالم، زاهد، ورع ....
وقد سها قلمه الشريف في ثبت كلمة «جخ» لخلو جميع نسخ رجال الشيخ عنه، مضافا إلى ما أفاده في البحار من تأخر زمان الرجل عن زمان الشيخ بكثير كما يظهر من فهرست الشيخ منتجب الدين، ومن إجازة العلامة ومن كلام ابن شهرآشوب، ولكن اشتباهه في زيادة كلمة «جخ» لا يخل بسائر ما شهد به من وثاقة الرجل، فيؤخذ به؛ لعدم تبين خطئه فيه، وهناك رجال آخرون ربما يشتبهون بهذا:
الأول: محمد بن علي بن أحمد الفارسي: صاحب كتاب روضة الواعظين، وتبصرة المتعظين؛ صرح بذلك في البحار وقال: وأخطأ جماعة، فنسبوه إلى الشيخ المفيد، وقد صرح بما ذكرناه ابن شهرآشوب في المناقب، والشيخ منتجب الدين في الفهرست، والعلامة
صفحہ 8
في رسالة الإجازات وغيرهم، وذكر العلامة سنده إلى هذا الكتاب. انتهى.
الثاني: محمد بن علي الفتال النيسابوري صاحب التفسير؛ عنونه منتجب الدين كذلك وقال: إنه ثقة وأي ثقة! الثالث: محمد بن أحمد الفارسي، لقبه منتجب الدين بالشيخ الشهيد، وجعله مصنف كتاب روضة الواعظين، وحينئذ فيتحد مع الأول، ومع ما ذكره ابن داود، ويكون غير صاحب التفسير.
الرابع: محمد بن الحسن بن علي الفتال الفارسي؛ استظهر فى البحار من ابن شهرآشوب كونه صاحب التفسير وروضة الواعظين جميعا وأنهما واحد، أو يحتمل اتحاد الكل.
6. وقال الميرزا حسين النوري في خاتمة كتابه مستدرك الوسائل (1): الشيخ الشهيد السعيد العالم النبيل أبو علي محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن علي الحافظ الواعظ الفارسي النيسابوري، المدعو تارة بالفتال، وأخرى بابن الفارسي، والمنسوب إلى أبيه الحسن مرة، وإلى جده علي ثانية، وإلى جده أحمد ثالثة.
والكل تعبر عن شخص واحد، كما يظهر بالتأمل في عبارة ابن شهرآشوب في المناقب (2).
وصرح به أيضا صاحب البحار (3) وغيره من العلماء النقاد الأبرار، وهو مؤلف كتاب روضة الواعظين، وكتاب التنوير في التفسير ... ثم ذكر ما قاله منتجب الدين في فهرسته (4)، وعبارة ابن داود في رجاله (5): متكلم، جليل القدر، فقيه، عالم، زاهد، ورع، ثم قال: روى عن الشيخ أبي جعفر الطوسي، وعن أبيه الحسن بن علي، وعن السيد المرتضى، صرح بذلك في المناقب (6).
7. وذكره الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في كتابه أمل الآمل ثلاث مرات، تارة بعنوان: الشيخ الشهيد محمد بن أحمد الفارسي الفتال، ثقة جليل له كتاب روضة
صفحہ 9
الواعظين (1).
وأخرى بعنوان: محمد بن الحسن الفتال الفارسي النيسابوري، له: التنوير في معاني التفسير، وروضة الواعظين وبصيرة المتعظين. قاله ابن شهرآشوب. وتقدم ابن أحمد الفتال الفارسي (2).
وثالثا بعنوان: الشيخ محمد بن علي الفتال النيسابوري صاحب التفسير، ثقة وأي ثقة! أخبرنا جماعة من الثقات عنه بتفسيره. قاله منتجب الدين.
8. وقال آية الله العلامة الحلي في إجازته الكبيرة لبني زهرة، وهي مذكورة في آخر مجلدات البحار (3): ... كتاب روضة الواعظين وتبصرة المتعظين للفقيه أبي علي محمد بن علي بن أحمد الفارسي.
9. وقال ابن حجر في لسان الميزان (4): محمد بن أحمد بن علي الفارسي أبو علي الفتال: ذكره ابن بابويه في تاريخ الري وقال: كان من شيوخ الإمامية، سمع من المرتضى أبي الحسن المطهر، وعبد الجبار بن عبد الله. روى عنه علي بن الحسن بن عبد الله النيسابوري، ومات سنة ثمان وخمسمائة.
10. وذكره السيد مصطفى التفريشي في كتابه نقد الرجال (5)، وذكر مقالة ابن داود المتقدمة، ثم عقب عليها بقوله: ولم أجده في كتب الرجال، خصوصا في الرجال؛ أي رجال الشيخ.
11. وذكره الميرزا محمد في رجاله الكبير (منهج المقال) (6) والوسيط المسمى (تلخيص الأقوال) وهو مخطوط. ولم يزد على عبارة الشيخ ابن داود في رجاله، وقد تقدم ذكرها.
صفحہ 10
12. وقال الوحيد البهبهاني في تعليقته على الرجال (منهج المقال) في نقد الرجال (1):
لم أجده في كتب الرجال. وفي الوجيزة حكم بحسنه. والظاهر أنه- الاشتباه- من ابن داود.
13. وقال الشيخ أسد الله التستري في مقابس الأنوار (2): الشيخ الشهيد السعيد الفاضل السديد محمد بن الحسن بن علي الفتال الفارسي النيسابوري صاحب روضة الواعظين المعروفة، وكتاب التنوير في معاني التفسير. وقد روى عنه- كما صرح به السروي- ابن شهرآشوب- الذي روى عنه بلا واسطة في المناقب.
14. وقال الميرزا أبو القاسم النراقي في شعب المقال (3): محمد بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري أبو علي المعروف بابن الفارسي: ذكره الشيخ (رحمه الله)، وقال ابن داود: إنه متكلم، جليل القدر، فقيه، عالم، زاهد، ورع.
15. وذكره المولى محمد بن علي الأردبيلي في جامع الرواة (4) مرتين: مرة بعنوان:
محمد بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري المعروف بابن الفارسي أبو علي، ثم ذكر ما قاله ابن داود، وأضاف إليه تعقيب السيد التفريشي في نقد الرجال، وكأنه جمع بين (منهج المقال) وجزءا من تعليقة الوحيد البهبهاني عليه.
واخرى بعنوان: محمد بن أحمد الفارسي الشيخ الشهيد مصنف كتاب روضة الواعظين.
وحكاه عن فهرست منتجب الدين.
16. وذكره الرجالي الشيخ أبو علي الحائري في كتابه (منتهى المقال) (5) في ترجمته كلام الميرزا محمد في رجاله (منهج المقال)، وهو عين كلام ابن داود، وكلام الوحيد البهبهاني في التعليقة عليه، وزاد عليهما بقوله:
أقول: في مجموعة الشيخ الشهيد محمد بن أحمد الفارسي صاحب كتاب روضة الواعظين. فلاحظ وتأمل.
صفحہ 11
17. وقال العلامة المجلسي في الوجيزة (1): محمد بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري، حسن.
واستعرض في مقدمة كتابه الجليل (بحار الأنوار) عند ذكر مصادر كتابه، ومنها كتاب (روضة الواعظين) الصحيح في نسبة الكتاب إلى مؤلفه- المترجم له- واستعرض كلام كل من: ابن شهرآشوب، ومنتجب الدين، وابن داود، وتعقب على ابن داود دعوى ذكر المترجم له في رجال الشيخ في باب من لم يرو عنهم (عليهم السلام).
وختم كلامه بقوله: وعلى أي حال يظهر مما نقلنا جلالة المؤلف، وأن كتابه كان من الكتب المشهورة.
18. وذكره السيد محمد باقر الخوانساري في روضات الجنات من صفحة 564 إلى صفحة 567، وأطال الكلام في ترجمته بنقل ما قاله المتقدمون من الأعلام في حقه، وناقش من ذهب إلى التعدد بما لا يسع المقام نقله بطوله، فمن شاء فليراجع.
19. وقال المحدث الشيخ عباس القمي في كتابه الكنى والألقاب (2): الفتال هو الشيخ الأجل الشهيد السعيد أبو علي محمد بن الحسن بن علي بن أحمد النيسابوري، المعروف بابن الفارسي الحافظ الواعظ صاحب كتاب روضة الواعظين، والتنوير في التفسير، كان من علماء المائة السادسة، ومن مشايخ ابن شهرآشوب، يروي عن الشيخ الطوسي، وعن أبيه الحسن بن علي، وعن السيد المرتضى- رضي الله عنهم-.
ثم ذكر ما قاله ابن داود في حقه وعقبه بتفسير لفظ الفتال، وأنه من أسماء البلبل ، ولعله لقب به لطلاقة في لسانه في الخطابة والوعظ، وعذوبة في لهجته، ورقة في ألفاظه.
وقال في تحفة الأحباب (3): محمد بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري، صاحب روضة الواعظين، من العلماء، جليل القدر، كان متكلما، فقيها، زاهدا، ورعا.
صفحہ 12
20. وذكره الحجة الشيخ آغا بزرك الطهراني (قدس سره) في الذريعة (1) عند ذكر كتابه: التنوير في معاني التفسير، كما عبر ابن شهرآشوب في معالم العلماء، وذكر أنه لمحمد بن الحسن الفتال الفارسي النيسابوري، وأن له روضة الواعظين أيضا، وصرح في مقدمة المناقب بأن المؤلف من مشايخه، قال: حدثني الفتال بالتنوير في معاني التفسير، وبكتاب روضة الواعظين، ويكثر النقل في المناقب عن روضة الواعظين، هذا مع اختلاف تعبيراته عن اسم مؤلفه بمحمد بن الحسن، أو محمد بن علي، أو محمد بن أحمد، ونشأ الاختلاف من جهة النسبة إلى الأب أو بعض الأجداد كما هو المتعارف والكل واحد، وهذا الواحد هو الواعظ الشهيد الشيخ أبو علي محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري الذي ترجمة الشيخ منتجب الدين في آخر حرف الميم بعنوان الشيخ الشهيد محمد بن أحمد الفارسي مصنف روضة الواعظين، وهو غير الفتال المفسر الذي ترجمه الشيخ منتجب الدين فقط في فهرسته في أوائل حرف الميم الظاهر في كونه مقاربا للشيخ الطوسي، وأنه من مشايخ مشايخه بعنوان الشيخ محمد بن علي الفتال صاحب التفسير، وقال في وصفه ما لفظه:
ثقة وأي ثقة! أخبرنا جماعة من الثقات عنه بتفسيره، وقد ذكرناه بعنوان تفسير الفتال؛ لأنه لم يسمه باسم خاص، ولم يذكره غيره.
ولا يظهر من عدم ذكر ابن شهرآشوب له اتحاد الرجلين واقعا، ولو فرض ظهوره فيه فلا يقاوم هذا الظهور تصريح الشيخ منتجب الدين بتعددهما بعقد ترجمة مستقلة مع مشخصات كل واحد منهما؛ فذكر أولا محمد بن علي الذي هو شيخ مشايخه، ويروي تفسيره عن مشايخه عنه، وذكر أخيرا مصنف روضة الواعظين الشهيد الذي هو شيخ معاصره ابن شهر آشوب، وذلك لأن قول الشيخ منتجب الدين إخبار بما علم ، وعدم تعرض ابن شهرآشوب لمحمد بن علي يدل على عدم اطلاعه.
وذكر أيضا (2) عند ذكر كتابه روضة الواعظين للشيخ السعيد الشهيد أبي علي محمد بن علي بن أحمد بن علي الحافظ الواعظ الفارسي، أو محمد بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري المعروف بابن الفارسي أو محمد بن الحسن بن علي الفتال الفارسي، وقد ذكر
صفحہ 13
الخلاف فيها في الفصل الأول من أول مجلدات البحار.
وصريح كلام الشيخ منتجب الدين أنه غير ابن الفتال المفسر الذي مر تفسيره، حيث إنه ذكر هذا بعد ذكره للمفسر، ولكن ابن شهرآشوب في معالمه جعلهما واحدا بعنوان: محمد بن الحسن الفتال، وذكر له التنوير في معاني التفسير، وروضة الواعظين وبصيرة المتعظين، ولكنه في المناقب نسبه إلى محمد بن علي.
ومما ذكرنا يظهر ما أشار إليه الشيخ آغا بزرك الطهراني (قدس سره) في كل منهما (أي التنوير والروضة) (1) إلى أنه غير الفتال الذي ترجمه الشيخ منتجب الدين في فهرسته (2) بعنوان:
محمد بن علي الفتال النيسابوري ثقة وأي ثقة! وأصر الشيخ آغا بزرك على التعدد، مع أن التحقيق ما ذهب إليه الشيخ المجلسي، وصاحب الروضات، والشيخ النوري من اتحاد المعنون وإن اختلفت العناوين المعبر بها عنه، كما يظهر ذلك لمن تأمل في مقدمة المناقب لابن شهرآشوب.
21. وذكره الحجة السيد حسن الصدر في كتابه (تأسيس الشيعة) (3) وذكر مقالة ابن داود في حقه، ثم ذكر كتاب روضة الواعظين، ثم قال: وهذا الشيخ من شيوخ الشيعة في المائة الخامسة في طبقة ابن الشيخ، الخ.
وخلاصة القول في حق المترجم له: أنه شيخ جليل من شيوخ الشيعة وأعلام الطائفة، وكان مدرسا، متكلما، فقيها، عالما، مقرئا، مفسرا، متدينا، زاهدا، من العلماء الامناء المعتمدين- كما وصفه معاصره الشيخ عبد الجليل القزويني- وثقة أي ثقة! جليل القدر، فقيها، عالما، زاهدا، ورعا- كما وصفه الشيخان منتجب الدين وابن داود- وأطبق القول المتأخرون على وصفه بذلك تبعا لهما (4).
صفحہ 14
أساتذته وتلاميذه
ظهر مما سبق أن المترجم قرأ على سيد الطائفة الشريف المرتضى المتوفى سنة 436 ه.
وعلى أبيه الحسن بن علي الذي قرأ هو الآخر على الشريف.
وعلى الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 ه.
وروى عن عبد الجبار بن عبد الله، والمرتضى أبي الحسن المطهر، كما في لسان الميزان (1).
وسمع منه الحافظ محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني المتوفى سنة 588 ه، وعلي بن الحسن بن عبد الله النيسابوري.
والمستفاد من جميع ذلك أن المترجم له كان بالعراق برهة من عمره مع أبيه، حيث كانت بغداد محط أكابر العلماء وجامعة الإسلام، فسمع من أعلام الطائفة بها، وروى عنهم، وكان ذلك قبل سنة 436 ه، وهي سنة وفاة الشريف المرتضى (رحمه الله)، وبقي بها إلى أن سمع منه الحافظ ابن شهرآشوب المولود في حدود سنة 489 ه.
شهادته (رحمه الله)
قد ذكر المؤرخون أن قاتله هو عبد الرزاق شهاب الإسلام ابن أخي نظام الملك أيام وزارته سنة 513 ه بنيسابور.
قال المحدث الشيخ عباس القمي في (تحفة الأحباب) (2): قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور الملقب بشهاب الإسلام.
وقال الحسن بن داود الحلي في رجاله (3) قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور الملقب بشهاب الإسلام.
وقال محمد علي الأردبيلي في كتاب (جامع الرواة) (4): محمد بن أحمد بن علي الفتال
صفحہ 15
النيسابوري المعروف بابن الفارسي أبو علي، متكلم جليل القدر، فقيه، عالم، زاهد، ورع، قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور الملقب بشهاب الإسلام.
وقال صاحب كتاب (معالم العلماء) (1) في الهامش: ابن علي بن أحمد أبو علي المعروف بابن الفارسي الواعظ، من مشايخ مصنف الكتاب، قتله أبو المحاسن شهاب الإسلام عبد الرزاق رئيس نيسابور ابن أخي الخواجة نظام الملك الطوسي.
وفي (تنقيح المقال) (2): قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور ....
ووصفه الشيخ منتجب الدين (3) بالشهادة قال: الشيخ الشهيد محمد بن أحمد ... إلخ.
ولأي سبب قتل؟ ومتى كان ذلك؟ هذا ما سكت عنه التاريخ، فلم يبق إلا الحدس والتخمين.
وكل ما ذكروه أن قاتله هو عبد الرزاق شهاب الإسلام رئيس نيسابور، وإنا إذا رجعنا إلى تاريخ عبد الرزاق يمكننا أن نعرف السبب الداعي إلى قتله المترجم له (رحمه الله)، فمن هو عبد الرزاق؟
ذكر زامباور في (معجم الأنساب والاسر الحاكمة) (4): أن أبا المحاسن عبد الرزاق شهاب الإسلام وزير سنجر من سنة 513 إلى 515 ه، وفيها توفي.
وذكره (5) في وزراء سنجر، فقال: شهاب الإسلام أبو المحاسن عبد الرزاق بن عبد الله بن محمد بن الفقيه- ابن أخي نظام الملك- سنة وزارته 513.
وأما ناصر الدين- المنشي الكرماني- 725 ه فيقول في كتابه (نسائم الأسحار من لطائم الأخبار) (6) ما ترجمته: الوزير شهاب الإسلام عبد الرزاق بن إسحاق الطوسي، كان ابن أخ الوزير نظام الملك، وكان من قروم الأئمة يومئذ، وفحول العلماء المشاهير، اشتغل في أيام صباه وريعان شبابه بتحقيق أحكام الشرع، وتدقيق رموز وإشارات الأحاديث النبوية، وصرف شرخ شبابه بشرح جواب المشكلات، وإزالة الشبهات.
أمر السلطان سنجر- السلجوقي- بنقله من المدرسة والمحراب إلى سرير الوزارة،
صفحہ 16
واعطي مقاليد الامور، فتبدل عما كان عليه من زي النسك والورع إلى كثير من الصفات المذمومة والأفعال القبيحة، كالبخل وشرب الخمر إلى أن توفي مشوه السمعة ممقوتا.
وقال سيف الدين العقيلي من أعلام القرن التاسع في كتابه (آثار الوزراء): شهاب الإسلام عبد الرزاق: وزر للسلطان سنجر السلجوقي بعد عزل ابن عمه صدر الدين بن فخر الدين بن نظام الملك.
قال السلطان سنجر عند اجتماعه في مرو بالوزير معين الدين أبي نصر أحمد الكاشي:
إنه رأى من وزيره شهاب الإسلام من سوء السيرة وخبث السريرة ما لا ينبغي صدوره من السوقة، فضلا عن أصحاب الدرس والفتوى والعمائم والتقوى! وقال السلطان أيضا: أغمضت عما شاهدت منه كله إلى أن توفي.
وورد في (حبيب السير) (1): شهاب الإسلام عبد الرزاق الطوسي: من أقارب خواجه نظام الملك استوزره السلطان سنجر السلجوقي بعد ما ظهرت خيانات كثيرة من صدر الدين ابن فخر الدين بن خواجه نظام الملك، فتمرد وطغى وسرق الخزانة إلى أن أمر السلطان بقتله، واستوزر من بعده شهاب الإسلام هذا، وكان في أول أمره يشتغل بطلب العلم، فلما وزر طغى وتعجرف وشرب الخمر متجاهرا بذلك. انتهى.
بقي هنا أمر لا بد من التنبيه عليه، وهو: أن ابن حجر في (لسان الميزان) ذكر أن المترجم له مات سنة 508 ه، وهذا لا يتفق مع سني وزارة عبد الرزاق المذكور، اللهم إلا أن يكون عبد الرزاق أفتى بقتله يوم كان حليف المحراب وذلك قبل أيام حكومته، وإن كان الظاهر من عبارة ابن داود أنه قتله وهو رئيس نيسابور، فلاحظ.
وورد في (تاريخ نيسابور)، تلخيص الخليفة النيسابوري (2) نقلا عن خط الخواجه قطب الدين، في أسماء الذين لهم قبور معلومة بنيسابور ما ترجمته: الشيخ محمد الفتال (رحمه الله) وتربته في قبلى مقبرة (خيرة) بنيسابور.
صفحہ 17
مؤلفاته
لم نعثر في المعاجم المؤلفة لذكر آثار الأعلام وفي غيرها على سوى هذين المؤلفين:
1. التنوير في معالم التفسير.
2. روضة الواعظين وبصيرة المتعظين.
أما الأول فقد كان من الكتب المعتبرة عند الشيعة، وفي عداد تفاسيرهم المعتمد عليها، وقد ذكره غير مرة الشيخ الجليل عبد الجليل القزويني معاصر المترجم له في كتابه النقض، وحكى عنه وأطراه كثيرا، كما وقد رواه الحافظ ابن شهرآشوب عن مؤلفه كما في مقدمة المناقب.
هذا الكتاب
وأما روضة الواعظين- وهو هذا الكتاب الذي نقدمه للقراء بكل احترام- فهو من كتب الأخلاق والآداب، ذكر مؤلفه في مقدمته السبب الداعي لتأليفه فقال:
«فإني كنت في عنفوان شبابي قد اتفقت لي مجالس، وعرضت محافل، والناس يسألونني عن أصول الديانات والفروع عنها في المقامات، فأجبتهم عنها بجواب يكفيهم ومقال يشفيهم، فحاولوا مني بالكلام في التذكير والزهد والمواعظ والزواجر والحكم والآداب، فرجعت إلى كتب أصحابنا، فما وجدت لهم كتابا يشتمل على جميع هذه المطلوبات، ويدور على جمل هذه المذكورات إلا متبترات في كتبهم، وتفريقات في زبرهم، فهممت أن أجمع كتابا يشتمل على بعض كلام الله تعالى، ويدور على محاسن أخبار النبي (صلى الله عليه وآله) وسلم، ويحتوي على جواهر كلام الأئمة (عليهم السلام)، وأبوبه أبوابا ومجالس، وأضع كل جنس موضعه؛ فإنه لم يسبقني أحد من أصحابنا إلى تأليف مثل هذا الكتاب، فكان التعب به أكثر، والنصب أعم وأكثر، وأنا - إن شاء الله- أفتتح لكل مجلس منها بكلام الله تعالى، بآثار النبي والأئمة (عليهم السلام) محذوفة الأسانيد؛ فإن الأسانيد لا طائل فيها إذا كان الخبر شائعا ذائعا، ووقعت تسميته ب (روضة الواعظين وبصيرة المتعظين).
صفحہ 18
وإن ورد خبر في هذا الكتاب يقتضي ظاهره مذهب الحشو والاختلاط فينبغي أن يتأمله الناظر ويتفكر فيه؛ فإن عرف تأويله عرف معناه، وإن لم يظهر له معناه رجع إلى من عرف معناه ليعرفه المراد به؛ فإن كلام النبي والأئمة (عليهم السلام) ليس له مزية على كلام الله، فكلام الله تعالى لم يخل من المتشابه فكذلك كلام النبي (صلى الله عليه وآله) وسلم والأئمة (عليهم السلام)، لكنه يرجع إلى من كان عالما حاذقا بصيرا بالأصول والفروع واللغة والإعراب حتى يتبين المراد، فيعلم أنه ليس بين كلام الله تعالى والنبي والأئمة (عليهم السلام) تناقض سوى من كان من أهل الحشو وقليل البضاعة في العلم، وأنا أذكر أمام هذا الكتاب طرفا من الأصول؛ لأنها المفزع، وإليها المرجع بعد أن أذكر الكلام في العقول والعلوم، والله الموفق للصواب بمنه ولطفه».
فقد حذر المؤلف القراء من التسرع في الحكم استنادا على ورود بعض الأخبار التي يقتضي ظاهرها مذهب الحشو والاختلاط، ودعا إلى التأمل والتفكر والرجوع إلى من يعرف تأويلها، وأكد ذلك في الخاتمة أيضا، وختم ذلك بقوله:
«فإني لم أذكر شيئا في هذا الكتاب من الخبر والأثر الذي يقتضي ظاهره مذهب الحشو حتى كنت عالما لمعناه قبل إيراده، لكن لم أذكر معناه لئلا يطول به الكتاب، فينبغي أن لا يعتقد أحد أني كنت حشويا ومخلطا».
تحقيق الكتاب
يمكن حصر السبب الذي حدانا لتحقيق هذا الكتاب القيم وإحيائه بأمرين:
1. أهمية الكتاب: وهو ما يتجلى واضحا من ثناء جل العلماء عليه وعلى مؤلفه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الكتاب يعتبر أحد المصادر الرئيسية لكتابي (بحار الأنوار) و(مستدرك الوسائل).
2. ضعف النسخ المتداولة: لقد طبع هذا الكتاب- كما أسلفنا- عدة طبعات هي:
صفحہ 19
1. طبعة تبريز، 1303 ه، حجرية، من القطع الوزيري، مكتبة الحاج ملا عباس علي، 412 صفحة.
2. طبعة قم، 1377 ه، على الرصاص، وزيري، مكتبة مصطفوي، 591 صفحة.
3. طبعة بيروت، 1406 ه، على الرصاص، وزيري، مؤسسة الأعلمي، 558 صفحة.
4. طبعة النجف، 1386 ه، على الرصاص، المطبعة الحيدرية، 532 صفحة وتقوم انتشارات الشريف الرضي في ايران- حاليا- باعادة طبع الكتاب طبقا لهذه الطبعة.
وإننا لدى تصفحنا للنسخ المتداولة لهذا الكتاب رأينا فيها- وللأسف البالغ- من الأخطاء وعدم الدقة الشيء الكثير مما لا يليق بهكذا كتاب، وكذلك لم نجد من الكتب المطبوعة ما قوبل مع النسخ المخطوطة إلا نسخة واحدة- مع كثرة النسخ، وجودة بعضها- ولهذا وذاك فإننا شمرنا عن ساعد الجد لتحقيق الكتاب وطبعة وإخراجه بالشكل الذي يليق به والذي نرجو أن يكون مقبولا عند البارىء جل وعلا.
ترجمة الكتاب إلى اللغة الفارسية
ذكر سماحة آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في مقدمة النسخة المطبوعة في قم من هذا الكتاب بأنه قد ترجم إلى اللغة الفارسية ثلاث مرات، ولكننا لم نعثر على أي منها، ولا ندري إن كانت تلك الترجمات قد طبعت أم لا.
بيد أننا عثرنا على ترجمة أخرى لهذا الكتاب باللغة الفارسية قام بها الدكتور محمود مهدوي الدامغاني، وهي مطبوعة عام 1366 ه. ش في مطبعة 17 شهريور بطهران.
أسلوب ومراحل التحقيق
أ- قبل البدء بالعمل بحثنا عن النسخ الخطية لهذا الكتاب فوجدناها كما يأتي:
صفحہ 20
1. «نسخة مركز إحياء التراث الإسلامي بقم»: ش 2954، بخط حسن بن إسماعيل بن نعمة الله بن عبد الخالق بن نور الله الخطيب الواعظ الحسيني، تاريخ الكتابة 999 ه 2. «نسخة مكتبة الآستانة المقدسة للسيدة معصومة 3»: ش 4- 52- 6074، بخط مرتضى بن مصطفى القمي، تاريخ الكتابة 1064 ه.
3. «نسخة المدرسة الفيضية»: ش 881، بخط أحمد بن حاج أسد الله التبريزي، تاريخ الكتابة 1068 ه.
4. «نسخة مير حسيني القزويني»: تاريخ الكتابة 1082 ه.
5. «نسخة الشيخ علي حيدر المؤيد»: ش 91، تاريخ الكتابة جمادى الاولى 1084 ه.
6. «نسخة كلية الطب بطهران»، تاريخ الكتابة 1095 ه.
7. «نسخة مدرسة الإمام الصادق 7 بقزوين»: ش 95، بخط محمد تقي بن ملا علي شاه محمد علي، تاريخ الكتابة 1117 ه.
8. «نسخة جامعة طهران»: ش 624، تاريخ الكتابة جمادى الاولى 1120 ه.
9. «نسخة السيد محمد الحجة الكوهكمري»: ش 47، بخط قربان علي محمد زمان الإشكوري، تاريخ الكتابة 1124 ه.
10. «نسخة كلية الأدبيات بطهران»: ش 463، تاريخ الكتابة القرن 11 و12.
11. «نسخة مركز إحياء التراث الإسلامي بقم»: 2336، تاريخ الكتابة القرن 12 ه 12. «نسخة مدرسة النمازي في خوي»: ش 106، بخط نصر الله بن حبيب الله، تاريخ الكتابة 1239 ه رديف: 917، بخط حسين بن إبراهيم، تاريخ الكتابة 1263 ه 13. «نسخة مكتبة الگلبايگاني بقم»: ش 42/ 13/ 2362، بخط أحمد ابن يوسف، تاريخ الكتابة جمادى الاولى 1292 ه، وش 87/ 10/ 1777.
14. «نسخة مكتبة آستان قدس بمشهد»: ش 12869، تاريخ الكتابة القرن 13 ه.
15. «نسخة مكتبة المرعشي النجفي بقم»: 3189.
16. «نسخة مكتبة المسجد الأعظم»: ش 3650، بخط محمد حسين بن عبد الله شريف الحسني الأصفهاني.
17. «نسخة مكتبة كلية الإلهيات بمشهد»: ش 822/ 12450.
18. «نسخة مكتبة الإمام جمعة بزنجان».
صفحہ 21
ثم وجدنا أن النسخة الكاملة من بين هذه النسخ هي النسخة التي في مكتبة «آستان حضرت معصومة (عليها السلام)» لهذا جعلناها أصلا في التحقيق، وأما النسخة الموجودة في مكتبة المرعشي فهي وإن كانت قديمة ظاهرا إلا أنها لم يذكر فيها اسم الكاتب وتاريخ الكتابة، مع سقوط الأوراق الاولى والأخيرة منها، وبعد مقابلة بعضها مع النسخة الأصلية لم نر بينهما بونا كبيرا، لذا اكتفينا بالنسخة الأصلية لكيلا نهدر الوقت بشيء لا طائل كثير تحته.
ب- العمل الآخر الذي تم إنجازه هو توثيق الأحاديث الواردة في الكتاب بأساليب كومبيوترية حديثة من أحاديث الفريقين، وقد تم خلال هذا العمل العثور على روايات هذا الكتاب في جميع المصادر الأخرى التي وردت فيها، وأشرنا إلى مصادرها مع موارد الاختلاف في الهوامش.
ج- أما الأعمال الاخرى التي انجزت على هذا الكتاب فهي كالآتي:
1. إعداد ترجمة موجزة عن سيرة المؤلف.
2. ضبط الآيات والروايات بالشكل.
3. شرح جل الكلمات الغريبة الأمر الذي يغني القارئ المحترم عن الرجوع إلى كتب اللغة لتوضيح الأحاديث.
4. إعداد أطراف الحديث.
5. تنظيم فهارس للأحاديث والأشعار والأعلام والكتب التي وردت فيها الروايات الواردة في هذا الكتاب.
6. وضع أرقام فرعية وأرقام مسلسلة لجميع الأحاديث.
7. ذكر صفحات الطبعة القديمة وهي طبعة النجف.
8. تقويم النص طبقا لأحدث طرق التقويم.
9. لقد قمنا بتصحيح جميع الآيات الواردة في الكتاب، ولذا لم نشر إلى ذكر الاختلافات بين المخطوطات في المتن.
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل من أعاننا على إنجاز هذا العمل، ونخص بالذكر الاخوة مسئولي مؤسسة دار الحديث الثقافية الذين قدموا لنا
صفحہ 22