الإسكندر بن فيلاقوس:
وهو ذو القرنين، واختلفوا فيه، وجاء فى ديوان النسب أنه هرمس بن الرومى بن لنطى بن يونان بن تارخ بن يافث بن نوح، وعمره ألف وستمائة عام، ولهذا السبب سموه ذا القرنين، لأن القرن فى هذا الزمان كان ألف عام، ويقال: إن أباه كان بازر بن ألبان ملك الإسكندرية، وأمه ابنة أفليسون بن فوقا، وكان بين بازر وأفليسون خصومة دائمة وتصالحا، وتأكيدا لهذا الصلح خطب بازر ابنة أفليسون وحملها معه، وكاد لها خدامه ونحوا البنت عن النظر فى الملك، فطلبت البنت إذنا لتمضى إلى بلدها، وكانت حاملا فولدت فى الطريق، وكان ولدها ذا القرنين، فلفته فى خرقة وطرحته فى الطريق مع ذهب وجواهر كثيرة ومضت، ففصل الله تعالى عنزة عن القطيع حتى يأتى وأرضعته، وكانت هذه العنزة لعجوز، فتعقبت تلك العنزة فوجدت ذا القرنين وأحضرته إلى المنزل وسمته الإسكندر وربته، ولما كبر وأوكل إليه تدبير الملك حتى يحصل الفضل، جعله الفاضل كاتبه، وذات يوم غضب الملك على الكاتب وطلبه ليحاسبه، فخاف الإسكندر وركب فرسا مع شخص آخر وفر من المدينة، ولما أدركه النوم فى الطريق، سلب مرافقه فرسه وسلاحه، فمضى ماشيا إلى المدينة التى كانت فيها أمه فرأته أمه من النافذة، وشهد حبها على هذا ودعته إليها وسألته فعرفته، وقصت القصة للأب فأسند إليه أبوه الملك.
ولما توفى أفليسون، قاد الإسكندر الجيش ودخل المدينة مع الأم، واستولى عليها، وكان وزيره أرسطاطاليس بن نيقوماخس الطبيب، وكان له من العمر ثمانية وستون عاما وقائد جيشه الخضر؟ 16.
وجاء فى جوامع الحكايات ولوامع الروايات 17 عندما طلب داراب يد بنت قيصر الروم فيلاقوس، وعند ما اختلى بها فى الليلة الأولى تصاعد من فمها رائحة كريهة فلم يستطب هذا، فأعادها إلى أبيها، فاشتد هذا على فيلاقوس وأعلن هذا الزفاف وعالج فم البنت بدواء يقال له إسكندروس، ولم يمر وقت طويل حتى ولدت البنت ولدا سموه الإسكندر، فرأوا طالعه وحكموا أن هذا الولد سيستولى على الدنيا بأسرها، ولما كبر الإسكندر وأصبح الوحيد فى العلم والحكمة والرجولة ونادرة الزمان، فلما رأى فيلاقوس أن الإسكندر قد دخل، علم أن وقت ذهابه قد حل.
صفحہ 57