تأريخ البنكتي
تأريخ البنكتي
ومضى جنكيز خان فى شهور سنة ثمانى عشرة وستمائة من مر ترمذ عابرا جيحون، وأعمل القتل والنهب فى مدينة بلخ، ومضى إلى قلعة طالقان، واستولى عليها، وحارب السلطان جلال الدين على ضفة نهر السند.
حكاية:
مضى جنكيزخان فى عام الحصان؛ لمحاربة السلطان جلال الدين خوارزم شاه، وحث خطاه فى أثره، وأعد السلطان السفن على شاطىء نهر السند؛ ليعبره، وكان أورخان فى كجله، وقاوم طلائع المغول وانهزم، ولما عرف جنكيز خان الخبر، علم أن السلطان سيعبر النهر فى الفجر، فعجل بالتقدم إليه ومضى ليلا فحاصره فى السحر من أمام وخلف، ولما طلعت الشمس، رأى السلطان نفسه بين الماء والنار، وكان جنكيزخان أمر جنده ناهيا إياهم عن رمى السلطان بالسهام، وطلب إليهم أن يأسروه، وأرسل كارقلجا، وتوقوز كلجا، ليسحبوه جريا على الشاطى ء، ولما رأوا جانب جيش السلطان فى النور، وأن جيش المغول على ميمنة الخان الملك هجموا عليها، وقتلوا معظم الجند، وخان الملك، وهجموا كذلك على الجانب الأيسر، وبقى السلطان فى القلب مع سبعمائة رجل من الفجر إلى الظهر، وقاوم مثل هذا الجيش القوى. ولما رفع قلبه من روحه، كان يجرى من اليمين إلى الشمال، ويحمل على القلب، ولم يكن هناك مفر من الرشق بالسهام، فضيقوا عليه الخناق، وكان يقاتل قتال الأبطال بكل ما يملك من قوة وقدرة، ولما رأى أنه لا سبيل إلى المقاومة، ركب على جواد هادى ء، وحمل على جيش المغول وصدهم، ثم ارتد ثانية، وألقى الترس خلف ظهره، وأمسك بمظلته وعلمه، وضرب الجواد بالسوط، ومضى كالبرق وعبر النهر، ونزل بتلك الجهة فغسل سيفه بالماء، وعجب جنكيز خان، ووضع يده على فمه، وأشار إلى أبنائه، وكان يقول: لا بد أن يكون الولد هكذا مادام الأب هكذا.
لم أر رجلا على هذه الصفة فى الدنيا
ولم أسمع هذا عن مشاهير القدماء
صفحہ 408