وأصبح الملك فيروز سلطانا، وزوج بنته لابن أخيه علاء الدين، وفوض إليه حكم غوص وبدرون، ولما استقل مدة حشد جيشا عظيما، وحكوا عنده أن لملك الهند خزائن كثيرة مملوءة بالجواهر الثمينة واللآلئ الفاخرة، فطمع علاء الدين فيها، وأرسل إليه الجواسيس، حتى ذلك الوقت الذى شغل فيه جيش ملك الهند بصد عدو فى جانب آخر، فأعلنوا أن علاء الدين فتح تلك البلاد، فزوجه الملك ابنته وسلمه جميع الخزائن، فملك علاء الدين كل المواشى، وحمل كل ما وجده من هذه النعم التى لا تحصى وعاد، ولما بلغ الخبر الملك فيروز، أرسل إليه أمرا بحضوره، إلا إنه كان يتباطؤ، فتوهم الملك فيروز أنه أعلن العصيان، فمضى بجيش عظيم، ولاقاه على شاطئ نهر جون، ولما كان النهر حائلا بين الجيشين، تغاضى الملك فيروز عن حقوق الأبوة والبنوة، واتخذ طريق الحزم والاحتياط، فعبر النهر من خمسة رجال، فقبل علاء الدين الأرض أمام عمه جريا على العادة واستسمحه العذر.
ولما جلسا لحظة وأخذا بأطراف الحديث بينهما، انتهز علاء الدين الفرصة وأشار لأحد خواصه بقتله وهو يتكلم، وفى الحال أرسل علاء الدين إلى قادة الجيش ذهبا كثيرا، واستمال قلوبهم، فقدموا أعناقهم لخدمته، ومضى من هناك إلى دهلى دار الملك، فتمرد عليه رؤساء القلعة، وأبوا أن يطيعوه، ولم يفتحوا أبوابها، فأمر بنصب المنجنيقات، ورمى القلعة بأكياس الذهب والفضة بدلا من الأحجار، فاضطر سكان القلعة إلى قبول أكياس الذهب والفضة، وفتحوا القلعة الحصينة، وقبضوا على ولدى الملك فيروز فى الملتان، وحملوها إلى دهلى وسلموها، وجلس السلطان علاء الدين على العرش فارغ البال، وكان موجودا لهذا الزمان، وهو شهور سنة سبعمائة وسبع عشرة من الهجرة. والله أعلم.
صفحہ 368