215

أصبح ملكا مستقلا بعد أخيه، واستولى على جيش خراسان كله والمملكة، وانتهت دولة السلاجقة فى هذه الديار، وكان له ولدان: ناصر الدين ملك شاه، وقطب الدين محمد، فجعلهما واليين على خراسان، وقصد العراق فى سنة خمسمائة وتسعين، وقبل ذلك بعامين أخبر قتلغ إينانج بن بهلوان الأتابك محمد بن أيلدكز بسبب أن أمه قتيبة خاتون دست السم للسلطان طغرل بن أرسلان شاه بن طغرل بن محمد بن ملك شاه السلجوقى، فعرفته الجارية الخبر، فقال السلطان: اشربى، فشربت وماتت، فحبس السلطان قتلغ إينانج، ولما أطلق سراحه، اتفق مع أمراء العراق فى هذه الأثناء أن يستقبلوه فى سمنان، وأعاده السلطان مع جيش العراق فى المقدمة.

وكان السلطان طغرل قد أقام معسكرا عظيما على بعد ثلاثة فراسخ ونزل، ولما اقترب قتلغ إينانج، ركب السلطان طغرل وتحاربا، وفى أثناء القتال ضرب السلطان طغرل ركبة جواده بعمود فسقط الجواد، فمضى إليه قتلغ إينانج وقتله وأرسل جثته إلى السلطان تكش، وأرسل رأسه إلى الخليفة الناصر فى بغداد، وعلقوا جسده فى يوم الخميس التاسع والعشرين من ربيع الأول سنة خمسمائة وتسعين على عود فى سوق الرى.

وحملوا أحد ندماء السلطان طغرل إلى الوزير نظام الملك مسعود، فقال له: أهذا كله هو شهرة طغرل بك؟ ولم يكن له طاقة جيش الإسلام، فقال ذلك النديم للوزير:

كان هومان أقوى من بيثرن فى القوة

ويصبح الفضل عيبا إذا ما عادت الشمس

فتوجه السلطان تكش من الرى إلى همدان، واستولى على معظم العراق، وتوفى بن ملك شاه الذى كان ولى عهده فى ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، فجعل قطب الدين محمد وليا للعهد، وأرسله فى سنة أربع وتسعين وخمسمائة؛ لمحاربة غابر بكوخان أيغور، فأسره قطب الدين مع الأمراء وأرسله مع أبيه، فأمن غاير يكوخان على حياته، وبعد ذلك استولى السلطان على أصفهان، وأعطاها لابنه تاج الدين على شاه، وتوجه من هناك لمحاصرة قلعة الموت، وقتل صدر الدين محمد وزان فى هذه القلعة، وقتلوا الوزير نظام الملك مسعود بن على طعنا بسكين، فأرسل السلطان قطب الدين إلى قهستان، وحاصر قلعة ترشيز أربعة أشهر، وبعد ذلك توجه السلطان من خوارزم قاصدا الملاحدة، ولما وصل بالقرب من شهر ستانه إلى منزل جاه عرب (بئر العرب)، توفى بمرض الخناق فى التاسع عشر من شهر رمضان سنة ست وتسعين وخمسمائة، وكانت مدة ملكه سبعة أعوام.

صفحہ 250