أرسل أبناءه مسعود، ومحمد، وتاج الدين الوزير إلى فارس مع نورابه؟ 8، ومضى بنفسه إلى بغداد، فحملهم نورابه إلى أصفهان، وأجلس محمدا على العرش، فاتجه إليه السلطان وقتل نورابه، ولما توفى عمه، خلفه ملك شاه ولكنه لم يهتم بالأمراء، فاتفقوا واعتقلوه فى حفل وحبسوه، وكانت مدة ملكه ثمانية أعوام، وقدم فى أيامه عدة أفواج من التركمان من نواحى القبجاق، فغلب يعقوب بن أرسلان مع جمع كثير على خوزستان، وقدم الأتابك مظفر الدين سنقور بن مودود السلغرى فارس فى شهور سنة خمسمائة وثلاث وأربعين، وثار على ملك شاه واستولى على فارس، وتوفى فى سنة خمسمائة وسبع وخمسين، وحكم بعده الأتابك زنكى بن مودود أربعة عشر عاما، وتوفى فى نهاية سنة خمسمائة وإحدى وسبعين، فخلفه ابنه الأتابك تكله، وحكم عشرين عاما فى فارس، وتوفى سنة خمسمائة وإحدى وتسعين.
السلطان غياث الدين أبو شجاع محمد بن محمود السلجوقى:
كان له الملك بعد أبيه، وحاصر بغداد، وسمع فى ذلك الوقت أن
أخاه ملك شاه، والأتابك أيلدكز الذى كان زوج أم أرسلان بن طغرل حاصرا مع أرسلان همدان، فعاد لهذا السبب ليواجههم، فانهزموا، وعزم على المضى إلى بلاد أيلدكز. وتوفى بمرض السل فى سنة خمسمائة وثلاث وخمسين، وأمر وهو فى النزع بأن يركب أمراء الجيش، وأن يعرضوا عليه كل أمواله التى فى الخزائن، وجواريه، وغلمانه، فنظر إليهم من بعيد وبكى، وقال: إن كل هذه الأشياء من الأمراء والجيش والحشم والخدم والذهب والجواهر واللآلئ لا يمكن أن تخفف عنى شيئا، ولا تستطيع أن تضيف لحظة إلى عمرى، وما أتعس هؤلاء الذين يسعون لطول العمر فى الدنيا!، ومنح هذه الأموال إلى الحاضرين، وكان له ولد طفل فقال: أعلم أن القواد لن يطيعونك، واستودعه عند أقسنقور أحمد الدميلى والى مراغة، وكانت مدة ملكه ثلاثة أعوام وأربعة أشهر.
السلطان مؤيد الدين أبو الحارث سليمان شاه بن محمد بن مسعود:
انقسم الأمراء بعد غياث الدين، فانحاز بعضهم إلى أخيه ملك شاه، والبعض إلى سليمان شاه الذى كان عمهم، ولما بلغ سليمان شاه أصفهان، كان معه أتابكة تكله فارس، وشمله التركى والى خوزستان، فاستودعه ابن القاضى صدر الدين الخجندى أصفهان، وأراد الجيش الذى كان على حدود همدان، إلا إنهم لم يطيعوه، فمضى سليمان شاه لمحاربتهم، ووقع فى الأسر فى ربيع الأول سنة خمسمائة وست وخمسين، وخنقوه وكانت مدة ملكه ستة أشهر.
أرسلان بن طغرل:
كان ابن زوجه الأتابك أيلدكز، وجعلوه ملكا فى همدان، وحكم خمسة عشر عاما وسبعة أشهر وتوفى فى همدان، وكان الأتابك محمد بن أيلدكز هو الحاكم العام، وبعده اعتلى العرش أخوه قزل بن أرسلان، وقتل على يد الفدائيين، وانتهى ملك السلاجقة فى هذه الديار، أما سلطنة بلاد الروم فكانت فى حوزة أحفاد السلطان علاء الدين قليج بن أرسلان بن سليمان حتى ذلك الوقت وانتهت.
صفحہ 246