============================================================
الكاية الثالثة عشرة عن الشيخ عبه الواحد بن زيد رضى الله عنه قال كنت فى مركب فطرحتنا الريح الى جزيرة وإذا فيها رجل يعبد صنما فقلنا له يارجل من تعبد فأوما إلى الصنم فقلنا إن إلهك هذا مصنوع وعندنا من يصنع مثله ما هذا بإله يعبد، قال فأنستم من تعبدون قلنا نعبد الذى فى السماء عرشه، وفى الأرض بطشه وفى الأحياء والأموات قضاؤه تقدست أسماؤه وجلت عظمته وكبرياؤه قال ما أعلمكم قلنا وجه إلينا هذا الملك رسولا كريما فأخبرنا بذلك قال فما فعل الرسول قلنا لما أدى إلينا الرسالة وقبضه الملك إليه واختار له مالديه قال فهل ترك عندكم من علامة قلنا نعم ترك عندنا كتاب الملك قال قأورونى كتاب الملك قإنه يثبغى أن تكون كتب الملوك حسانا فأتيناه بالمصحف فقال ما أعرف هذا فقرأنا عليه سورة فلم يزل يبكى حتى ختمنا فقال ينبغى لصاحب هذا الكلام الا يعصى ثم أسلم وحسن اسلامه وعلمناه شرائع الدين وسورا من القرآن فلما كان الليل صلينا العشاء وأخدنا مضاجعنا فقال ياقوم هذا الإله الذى دللتمونى عليه إذا جن الليل ينام قلنا لاينام يا عبد الله هو عظيم حى قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم قال فبئس العبيد أنتم تنامون ومولاكم لا ينام فاعجبنا كلامه فلما عزمنا على الانصراف عنه قال خذونى معكم فأخذناه قلما قدمنا عبادان قلت لأصحابى هذا قريب عهد بالاسلام فجمعنا له دراهم وأعطيناه قال ما هذا قلنا دراهم تنفقها فقال لا إله إلا الله دللتمونى على طريق لم تسلكوها انا كنت فى جزائر البحر أعبد صنما من دونه فلم يضيعنى وأنا لا أعرفه فكيف يضيعنى الآن وأنا أعرفه فلما كان بعد ثلاثة أيام قيل لى إنه فى الموت فأتيته فقلت له هل لك من حاجة قال قضى حوائجى من جاء بكم إلى الجزيرة قال عبد الواحد فغلبتنى عيناى فنمت عنده فرأيت روضة خضراء فيها قبه وفى القبة سرير وعلى السرير جارية حسناء لم ير أحسن منها وهى تقول بالله الا ما عجلتم به إلى فقد اشتد شوقى اليه فاستيقظت فإذا به قد فارق الدنيا رحمه الله تعالى فغسلته وكفنته وواريته فلما كان الليل رأيت فى منامى تلك الروضة وفيها تلك القبة وفى القبة السرير وعلى السرير تلك الجارية وهو إلى جانبها وهو يقرا هذه الآية { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فتعم عقبى الدار}(1) رضي الله (1) سورة الرعد 23، 24.
صفحہ 47