============================================================
وأما الآثار عن السلف الصالحين والأئمة العاملين رضي الله عنهم أجمعين نخارجة عن الحصر أيضا وهانا أذكر منها نبذة يسيرة محذوفة الأسانيد طلبا للاختصار وخوفا من الملل فى الإكثار فعن الضحاك رضى الله عنه قال من مسر فى السوق فراى شيئا يشتهيه ولا يقدر عليه فصبر واحتسب كان خيرا له من الف دينار ينفقها كلها فى سبيل الله تعالى وعن أبى سليمان الدارانى رضى الله عنه قال تنفس فقير دون شهوة لا يقدر عليها أفضل من عبادة غنى ألف عام.
وعن إمام الورعين وعلم الزاهدين وسر العارفين أبى نصر بشر بن الحارث رضى الله عنه قال العبادة من الفقير كعقد جوهر على جيد حسناء والعبادة من الغنى كشجرة خضراء على مزبلة وقيل ثياب الفقراء من الصوف الخشن والمرقعات والسواد إذا لبسها الزهاد كانت عليهم بهجة وإذا لبسها غيرهم كانت عليهم سمجة وعن ابن وهب رحمه الله قال وقع حريق فى حى ملك بن دينار فقال شباب الحى منزل أبى يحيى مالك بن دينار منزل أبى يحيى مالك بن دينار فخرج عليهم مالك متزرا ببارية وفى يده مطهرة وهو يقول نجا المخفون نجا المخفون أو قسال فار المخفون نحن وأنتم أو قال منا ومنكم يوم القيامة وقال أيضا يا معاشر الأغنياء موتوا كمدا فإن العيش عيش الآخرة أو قال فى الدار الآخرة وقال أيضا درهم الققير اركى عند الله من دينار الغنى (وعن) أبى الدرداء رضى الله عنه أنه قال أهل الأموال ياكلون وتأكل ويشربون ونشرب ويلبسون وتلبس ولهم فضول اموال ينظرون إليها وننظر اليها مسعهم وهم يحاسبون عليها ونحن يرءاء منها وقال أيضا ما أنصفنا إخواننا الأغنياء يحيوننا فى الله تعالى ويفارقوتنا فى الدنيا وإنه سيأتى يوم يسرهم أن يكونوا بمنزلتنا ولا يسرنا أن نكون بمتزلتهم وفى هذا المعنى قلت : ولا قط تغبط أهل دنيا فانهم غدا يغبطونك يحزنون وتفرح فسما ذاك إلا فتتة أى فتنة بها نطقت طه عن الحق تفصح أعنى قوله تعالى فى سورة طه : (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به آرواجا منهم رهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) (وعن) ابى الدرداء رضي الله عنه أيضا أنه كان يوما جالسا فأتته امراته فقالت اتجلس بين هؤلاء ووآلله ما في البيت هفة ولا سفة من دقيق فقال يا هذه إن
صفحہ 19