روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن

Noor al-Din al-Salmi d. 1332 AH
113

روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن

روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن

اصناف

وقوله»بزمان«: أي في زمان.

اعلم أن في هذا البيت احتجاجا على أحداث القرآن بأنزاله . قال ابو القاسم: (¬1) الجواب القاطع عندي في جميع مقالاتهم أن يقال لهم: أخبرونا عن قوله تعالى: { إنا نحن نزلنا عليك القرآنا تنزيلا } (¬2) فمن المنزل؟ وما المنزول؟ (¬3) فلا بد أن يقول الله سبحانه هو المنزل، فيقال لهم: لا يخلو إما أن يكون نزل نفسه أو نزل غيره ولا ثالث إلا التهويلات الكاذبات والتطويلات الفاسدات. فإن قلتم: نزل نفسه فهو إذا منزل فاعل من وجه مفعول من وجه آخر - تعالى الله وتقدس عن هذه الصفة الذميمه - ثم ماذا يلزم بعد هذا كله من الالزامات مثل البعض والكل والانتقال من مكان هو فيه إلى مكان ليس هو فيه، وقد قطع الله فيه عذرهم وبين ضلالهم بقوله: { إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا } فأكد بالمصدر الفعل وحققه حتى لا يتحمل مجازا. وإن قالوا إنما نزل غيره وهو القرآن فقد أقروا بخلقه.

وقال الشيخ أبو مهدى (¬4) : نقول لمن أنكر أن يكون القرآن مخلوقا هو منزول أم غير منزول؟ فان قال غير منزول فقد كفر لنصوص كثيرة في القرآن وقد قال الله تبارك وتعالى: { إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا } فأخذ بمصدر الفعل وحققه حتى لا يحتمل مجازا أصلا.

وإن قال منزول فنقول له: من أنزله؟ فان قال غير الله فقد كفر ورد نصوص القرآن ايضا، وإن قال: انزله الله فنقول له: أنزل الله نفسه أو غيره؟ فهنالك تصير حججهم هباء منثورا.

صفحہ 149