روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
اصناف
أي الفرقان لفظ دال على معان وهو شاهد على أنه موجود بعد عدم بالبرهان القاطع مع برهان العقل الدال على حدوثه ايضا. فإنزاله وكونه نظما دالا على معان دليل على أنه مخلوق، اذ لايكون القديم منزلا ولا نظما مع ما فيه من الايات الدالة على خلقه كغيره كما في قوله تعالى: »خالق كل شيء«.»وانا كل شيء خلقناه بقدر« وقد تقدم بيان جميع ذلك.
»فالنظم« : هو ادخال اللاليء في السلك، استعارة للكلام المنزل بجامع الحسن في كل منهما، وآثر التعبير به عن التعبير باللفظ لان اللفظ لغة: الطرح. يقال: لفظت النواة. أي طرحتها فعدل عن التعبير به تادبا.
وقوله»يطل على معان«: إشارة إلى أن للقران ركنين: النظم والمعنى، فان أختل أحدهما فلا يسمى الأخر قرآنا. ففيه اشارة إلى أبطال مذهب أبي حنيفة حيث جوز قرآءة القران في الصلاة بالفارسية، فأعتبر المعنى دون اللفظ وهو غلظ فاحش.
وقوله »للعقل« : انتصب على أنه مفعول معه، ولا يستقيم رفعه لان العطف على ضمير مستتر ضعيف، ولك أن تجعله مبتدأ خبره محذوف تقديره والعقل شاهد أيضا.
95 آيات حق تفحم البلغاء والخطباء محدثة من الرحمن
أي هو آيات مطابقات لما في نفس الامر، مسكنة للقادرين على تأليف الكلام البليغ والناطقين بالخطب بين القوم، أحدثها ربنا عزوجل فالآيات جمع آية، وهي طائفة من القرآن يتصل بعضها ببعض إلى انقطاعها طويلة كانت أو قصيرة، واضافتها إلى الحق، اضافة بيانية أي آيات هي الحق.
»والحق« : مطابقة ما في نفس الامر.
ومعنى »تفحم« : أي تسكت البلغاء والخطباء بالحجة يقال: أفحمت الخصم: إذا اسكته بالحجة.
و»البلغاء« : جمع بليغ وهو من له ملكة يقتدر بها على تاليف كلام بليغ. والكلام البليغ هو المطابق لمقتضى الحال، فكل بليغ كلاما أو متكلما فصيح لان الفاصحة مأخوذة في تعريف البلاغة وليس كل فصيح بليغا.
صفحہ 147