روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
اصناف
معان حقيقية قديمه مع الذات تعدد القدماء. وتعدد القدماء باطل لما تقدم. فالقول بأنها غير باطل ايضا، فتبين ان اسماء الله تعالى وصفاته الذاتية عين ذاته.
قال البدر أبو سته - رحمه الله تعالى - ذهب الاشاعرة ومن تأسى بهم إلى أنه تعالى له صفات موجودة قائمة زائدة على ذاته. فهو عالم بعلم قادر بقدرة، وعلى هذا القياس ذهب غيرهم إلى نفيها أي نفي زيادتها على الذات.
واحتج الاشاعرة على ما ذهبوا إليه بوجود ثلاثة :
الأول: ما اعتمد عليه القدماء منهم، وهو قياس الغائب على الشاهد فان العلة والحد والشرط لا تختلف غائبا ولا شاهدا، ولاشك أن علة كون الشي عالما في الشاهد هي العلم، وكذا في الغائب. وحد العالم هنا من قام به العلم، فهكذا حده هناك. وشرط صدق المشتق على واحد منا ثبوت أصله له، فهكذا شرطه فيمن غاب عنك، وقس على ذلك سائر الصفات.
قال: وهذا ليس بصحيح إذ قياس الغائب على الشاهد مطلقا لا بد فيه من اثبات علة مشتركة بين المقيس والمقيس عليه، وهذا الاثبات بطريق اليقين مشكل لجواز كون خصوصية الاصل الذي هو المقيس عليه شرطا لوجود الحكم فيه أو الكون خصوصية الفرع أي المقيس مانعا من وجوده فيه، وعلى التقديرين لا يثبت بينهما علة مشتركة فلا يصح القياس. كيف والخصم أي القائس قائل معترف بخلاف مقتضى الصفات شاهدا وغائبا، فان القدرة في الشاهد لا يتصور فيها الايجاد بخلافها في الغائب، والارادة فيه لا تخصص بخلاف ارادة الغائب، وكذلك الحال في باقي الصفات فإذا ما وجد في أحدهما لم يوجد في الآخر، فلا يصح القياس أصلا.
صفحہ 143