وقرمط بين الحروف «١»، فإن ذلك أجدر بصباحة الخطّ.
وأول من خطّ بالقلم إدريس النبيّ ﵇. وأول من نقل الخطّ الكوفيّ إلى طريقة العربية ابن مقلة «٢» . قال أبو منصور الثعالبي في خطّه:
خطّ ابن مقلة من أرعاه مقلته ... ودّت جوارحه لو حوّلت مقلا
والدرّ من درّه ذو صفرة حسدا ... والنّور من نوره ذو حمرة خجلا «٣»
قيل: كتب ابن مقلة كتاب هدنة بين المسلمين والروم، فوضعوه في كنيسة قسطنطينية، وكانوا يبرزونه في الأعياد، ويجعلونه في جملة تزايينهم في أخصّ بيت العبادات، ويعجّبون به الناس من حسنه. ثم جاء ابن البوّاب وزاد في تغريب الخط. ثم جاء ياقوت المستعصمي الخطّاط وختم فنّ الخطّ وأكمله وأدرج في بيت جميع قوانينه فقال:
أصول، وتركيب، كراس، ونسبة ... صعود، وتشمير، نزول، وإرسال
عبد الله بن المعتز قال:
إذا أخذ القرطاس خلت يمينه ... تفتّح نورا أو تنظّم جوهرا
قيل: الكتاب بستان والخطّ نرجسه. قيل لأبي بكر الخوارزمي عند موته: ما تشتهي؟ قال: النظر في حواشي الكتب. نظر المأمون إلى بعض أولاده وهو
1 / 48