139

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

ناشر

دار القلم العربي

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ

پبلشر کا مقام

حلب

الشيخ ابن العربي: أفضل الشهور عندنا شهر رمضان، ثم ربيع الأول، ثم رجب، ثم شعبان، ثم ذو الحجة، ثم شوّال، ثم ذو القعدة، ثم المحرّم.
أراد بعض الأعراب السفر في أوّل السنة فقال: إن سافرت في المحرّم كنت جديرا أن أحرم، وإن رحلت في صفر حشيت على يدي أن تصفر. فأخّر السفر إلى ربيع، فلمّا سافر مرض ولم يحظ بطائل فقال: ظننته من ربيع الرياض فإذا هو من ربيع الأمراض. عن النبي ﷺ: «ما قال الناس لقوم طوبى لكم إلا وقد خبأ لهم الدهر يوم سوء» .
إنّ الليالي لم تحسن إلى أحد ... إلّا أساءت إليه بعد إحسان
وقيل:
أحسنت ظنّك بالأيام إذ حسنت ... ولم تخف شرّ ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها ... وعند صفو الليالي يحدث الكدر
وقيل:
لا صحة المرء في الدنيا تؤخّره ... ولا يقدّم يوما موته الوجع
سقراط: لا تركننّ إلى الزمان فإنه سريع الخيانة لمن ركن إليه. وعنه: من سرّه الزمان في حال ساءه في أخرى. شدّ عامل رجلا على أسطوانة ليضربه فقال: حلّني من هذه وشدّني على الأخرى. قيل: ولم؟ قال: أرجو بينهما فرجا. فحلّ منها وشدّ على الأخرى، فورد عليه كتاب بالعزل ومطالبته بالأموال فخلّي ذلك «١» وشدّ العامل مكانه.

1 / 143