============================================================
و بالفعل. وما تمسكوا به من زخاريف أهل الجهل وأباطيلهم. فلم يستطيبعوا جوابا إلا أن يقولوا ربنا غلبت علينا شقوتتا وكنا قوما طاغين(5)، فيحل بهم حينئذ العذاب من قتل رجالهم وسبي أو لادهم ونسائهم وأخذ الجزية على من تبفى منهم وتخلص من السيف ويلزموا بالجزية هم صاغرون.
حيث ضلوا وغلبت عليهم التبقوة وهوى النفس البهيمية الجسمانية الني من شأنها الشهوات الطبيعية. والغالب عليها الجهل.
لانه لما كان الإنسان مذه جوهر يفعل ولا ينفعل، ومذه جوهر يفعل وينفعل، ومنه عرض يفعل وليس بفاعل إلا بآلنه، احتاج إلى محرك يسنخرج معرفة الجوهر من العرض. فأما الجوهر اذي هو الفاعل وليس ينفعل فهو العقل المنحد بالنفس الشريفة فهو أبدا فاعل غير مفعول.
والجوهر الذي يفعل وينفعل فهي النفس الشريفة لأنها عاقلة عالمة حية جوهرية شفافة قابلة للصور . فهي نقبل الجهل كما تقبل العقل. وأما العرض الذي ينفعل وليس بفاعل فهو الجسم الذي نسنخدمه الجوارح في إرادنها وهويانها.
ولما كانت النفس الشريفة تقبل الجهل كما نقبل العقل مائلة إلى الحالنين فأيما غلب عليها من العقل والجهل مالت معه.
كان جوهرها مكمذا فيها كما يكمن النار في الزناد. ولو مكث الزناد طول الدهر ملقى بلا فادح ولا حجر يحركه، لما ظهر من الزناد نار . وإنما ظهور النار من الزناد بالقادح والحجر: كذلك النفس إذا عدمت النذكار بالعلوم الروحانية الذي هو غذاها وبه بقاها ونماها مالت إلى الجهل لغلبة النفس الحسية البهيمية عليها فنرجع إلى الجهل. وإذا لم تعدم الرياضة
صفحہ 274