وآخذ بالظنة «١»، ولا أقبل معذرة وأن أسقم البرىء وأبرئ السقيم، وأثر أهل الدين في دينهم، وأوطأنى في غيركم من أهل بيتكم العتوة «٢» بالإفك والعدوان، ثم إن الله بحمده ونعمته استنقذنى بالتوبة وكره إلى الحومة، فإن يعرف فقد عرف ذلك منه، وإن يعاقب فبذنوبى وما الله بظلام للعبيد. فكتب إليه أبو جعفر: قد فهمت كتابك أيها المدّل على أهل بيته بطاعته ونصرته ومحاماته وجميل بلائه، فقال: فلا يريك الله في طاعتنا إلا ما تحب، فراجع أحسن نيتك وعملك ولا يدعونك ما أنكرته إلى التجنى، فإن الغيظ ربما تعدى في العول فأخبر بما لا يعلم والله ولى توفيقك وتسديدك، فأقدم رحمك [الله] «٣» مبسوط اليد في أمرنا محكما فيما هويت الحكم فيه، ولا تشمت الأعداء بك وبنا إن شاء الله تعالى «٤» . فقدم عليه فقتله.
فانظر- أعزك الله- إلى كتاب أبى مسلم يفصح لك عن سيرة القوم، ولن تجد أخبر بهم منه، ثم انظر إلى كتاب أبى جعفر جوابا له كيف لم ينكر عليه ما رماهم به ولا كذّبه في دعواه، ذلك يحقق عندك صدقه ولا يوحشنك هذا من أخبارهم بل ضمه إلى وصية إبراهيم الإمام تجدهما خرجا من آل واحد، وكان عبد الله بن ذؤابة وهو المقفع «٥» قد كتب لعبد الله بن على أمانا حين أجاب أبو جعفر إلى أمانه، فكان فيه: فإن عبد الله بن عبد الله أمير المؤمنين، لم يف بما جعل لعبد الله بن على، فقد خلع نفسه والناس في حل وسعة من نقض بيعته، فأنكر أبو جعفر ذلك وأكبره واشتد غيظه على ابن المقفع.
وكتب إلى سفيان بن معاوية «٦» عامله على البصرة: اكفنى ابن المقفع. ويقال:
1 / 73