مسلم مسافرین بیچلے دور میں
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
اصناف
بنشر الأجزاء الخاصة بتونس والجزائر ومراكش ومعها ترجمة فرنسية وتعليقات. والحق أن هذه المقتطفات وثائق عظيمة الشأن في تاريخ العرب في القرن التاسع الهجري (15م)، فهي تميط اللثام عن جوانب شتى من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في ذلك العصر.
وكان عبد الباسط يكسب نفقات أسفاره من التجارة في العبيد، وفي البضائع المصرية والمغربية واستطاع بذلك أن يختلط بالتجار في البلاد التي مر بها. ولكنه كان يجتمع - فضلا عن ذلك - بالفقهاء والعلماء ولا سيما رجال الطب. وكان ينظم الشعر فأمكنه الوصول إلى مجالس العظماء. وكان يكافأ على قصائده في المديح بإعفائه من الضرائب على تجارته أحيانا، وبمنحه العطايا أحيانا أخرى. من ذلك أنه نظم قصيدة في مدح صاحب تلمسان «فكتب له ظهيرا بمسامحته في كل ما يتصرف فيه من نوع المتجر»، وأنه في سنة 867 أنشد للمتوكل على الله صاحب تونس بيتين في مدح بني حفص، هما:
ألا يا آل حفص يا ملوكا
ويا دررا بهم نظمت سلوك
ألا فقتم ملوك الأرض طرا
فما من بعدكم أحد مليك
فأعجب بهما المتوكل وكتب لعبد الباسط «ظهيرا بإعفائه من المغارم واللوازم فيما يتجر فيه».
وعرف عبد الباسط بالتسامح الديني واحترام عقائد الآخرين كما يتبين من حديثه عن طبيب إسرائيلي لقيه في تلمسان سنة 869ه، قال: «ولازمت في الطب الرئيس الفاضل الماهر ... موسى بن صموئيل بن سهودا الإسرائيلي المالقي الأندلسي اليهودي المتطبب ... هداه الله تعالى للإسلام. لم أسمع بذمي ولا رأيت كمثله في مهارته في هذا العلم، وفي علم الوقت والميقات وبعض العلوم القديمة مع التعبد الزائد في دينه على ما يزعمه ويعتقده. وهو في الأصل من يهود الأندلس وولد بمالقة قبل العشرين وثمانمائة، وأخذ عن أبيه وغيره، وأجازني وبلغني عنه في هذه الأيام بأنه انتهت إليه الرياسة في الطب بتلمسان وهو مقرب ومختص بصاحبها.»
وقد وصف عبد الباسط نزوله وغيره من التجار المسلمين في ساحل البحر بالقرب من بجاية، بعد تركهم السفينة الجنوية التي قدموا عليها، وأشار إلى أن طائفة من البربر في تلك النواحي فروا عندما رأوه وسائر التجار وظنوا أن السفينة لبعض القرصان من الفرنج «غيروا هيئتهم حيلة لأخذ المسلمين»، فصار التجار ينادونهم من البعد باللغة العربية ويقرون بالشهادتين، والبربر «لا يلتفتون إليهم لكونهم لا يعلمون اللغة العربية بل البربرية، فلا يفرقون بين لغة الفرنج والعرب».
وفي هذه القصة إشارة إلى الغارات الكثيرة التي كان المسيحيون يشنونها على ثغور إفريقية لأسر المسلمين. وكان من المألوف في تلك البلاد أن يأتي الإفرنج بأسراهم من المسلمين إلى إفريقية فيفديهم أهل البلاد.
نامعلوم صفحہ