مسلم مسافرین بیچلے دور میں
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
اصناف
وقد وفق ابن بطوطة كل التوفيق فيما أملاه عن رحلته، فخلف لنا صورا صادقة، كلها حياة للعصر الذي عاش فيه، ووصف لنا الأشخاص والجماعات وصفا يجعلنا نشعر كأنهم بين أيدينا وزار كل الدول الإسلامية في عصره، وقطع في أسفاره مسافة قدرها بعض العلماء بخمسة وسبعين ألف ميل، وهي مسافة لا يظن أن رحالة غيره قطعها قبل استخدام البحار في وسائل السفر؛ لذلك كله خصصناه بالإطالة في هذا العرض.
عبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهري
هو زين الدين عبد الباسط، ولد في ملطية في رجب سنة 844/ديسمبر سنة 1440. وكان أبوه خليل بن شاهين الظاهري من أمراء المماليك وأعلام رجال الإدارة في عصره، بل كان من كبار المؤلفين كما يشهد بذلك كتابه «زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك». وهو عرض للوظائف السياسية والإدارية في إمبراطورية المماليك في القرنين السابع والثامن بعد الهجرة (13-14م).
ولكن عبد الباسط لم يتبع أباه في سلك الإدارة، بل درس الفقه والأدب والطب واشتغل بالتجارة والتأليف. ومن آثاره كتاب «الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم»: ويبحث في تاريخ الدول الإسلامية ولا سيما مصر وسورية، على نمط كتاب السلوك للمقريزي. ولم يصلنا منه إلا أجزاء في مخطوطتين بمكتبة الفاتيكان. وتشمل إحداهما الكلام على ما بين سنتي 865 و847ه. وفيها إشارات إلى رحلة طويلة قام بها عبد الباسط في بلاد المغرب للتجارة، ودراسة الطب على أعلام الأطباء في تلك البلاد.
وقد أتيح له أن يقضي في هذه الرحلة بضع سنوات في زيارة الممالك والدويلات الإفريقية الواقعة في حكم الحفصيين وبني عبد الواد وبني نصر. وكان سفره من الإسكندرية في شوال سنة 866ه/يوليه سنة 1462 على إحدى سفن البندقية ومر بجزيرة رودس، ثم نزل في تونس بعد رحلة بحرية دامت ثلاثة وثلاثين يوما.
وبعد أن أقام عدة أشهر في عاصمة بني حفص غادرها على إحدى سفن البندقية إلى طرابلس ومنها إلى قابس ثم القيروان. ورجع بعد ذلك إلى تونس ثم رحل عنها إلى قسطنطينية وبجايا والجزائر ومازونا وتلمسان وواهران وأبحر على باخرة جنوية إلى الأندلس في ربيع الثاني سنة 870/ديسمبر سنة 1465، وزار مالقة وغرناطة في شهرين ونصف. ثم رجع إلى وهران وغادرها بعد عدة أشهر إلى تونس على باخرة جنوية. ثم رجع إلى مصر مارا بليبيا، فوصل الإسكندرية في شوال سنة 871/مارس 1467. •••
ومما يؤسف له أن عبد الباسط لم يدون أخبار رحلته في كتاب مستقل، ولكنه كتبها في مواضع متفرقة في كتابه «الروض الباسم». وقد قام المستشرق ليفي ديلافيدا
Levi della vida
بنشر المقتطفات الخاصة بالأندلس مع ترجمة وتعليقات في مجلس «الأندلس» سنة 1933، وأعلن عزمه على نشر الجزء الخاص بطرابلس. بينما قام الأستاذ برنشويج
Brunschwig
نامعلوم صفحہ