وهي في الإصطلاح: ما حكاه صاحب شرح الخلاصة: هي السؤال لجلب نفع إلى الغير أو دفع ضرر عنه على وجه يكون غرض السائل حصول ما سأل، لأجل سؤاله، وهي عند الجمهور: لجلب النفع ودفع الضرر، وعند المجبرة: لدفع الضرر فقط. وأجمعت الأمة أن المقام المحمود الذي وعده الله رسوله يوم القيامة كما في قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}[الإسراء:79] } هو الشفاعة المقبولة، وعندنا وعند المعتزلة أنها للمؤمنين سواء كانوا قد ارتكبوا كبائر ثم تابوا عنها أم لم يواقعوا كبيرة رأسا ليزيدهم الله بها نعيما إلى نعيمهم وسرورا إلى سرورهم، وذهبت المجبرة وأهل الإرجاء إلى أنها لا تكون إلا للمصرين على الكبائر الذين لم يتوبوا ليعفوا الله عنهم ويدخلون الجنة تفضلا.
لنا على صحة قولنا أدلة كثيرة منها: قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون}[البقرة:48]، وقوله تعالى: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها...}[الأنعام:70] الآية.
صفحہ 45