وحفظها بروح قدسه.
فهذا فليعلمه من أراد علمه جماع قول النصارى وما لبسوا من اللبس ، في الأب والابن وروح القدس ، وفي (1) الأقانيم والطبيعة ، وما لهم في ذلك من المقالة البديعة ، التي لم يقل بها قبلهم قائل ، ولم يتنازع (2) فيها مجيب ولا سائل ، وقولهم إن الثلاثة في موضع يوحدون ، وفي موضع بعد التوحيد يثلثون ، وفي سبب نزول الابن زعموا من أجل (3) خطيئة آدم ، وما قالوا به في ذلك من خلاف جميع الأمم ، فلم نترك لهم بعد هذا من قول ، يجهله منهم (4) إلا كل جهول.
[نقض مذاهب النصارى]
ونحن إن شاء الله مبتدئون فرادون ، لباب فباب بما يقولون ويحددون ، فليفهم ذلك من يريد مجادلتهم من أهل التوحيد والدعوة ، فإنا مقدمون إن شاء الله من ذلك باب الأبوة والبنوة.
فقائلون لهم ، جميعا جوابهم (5): أخبرونا عن هذه الأسماء التي سميتم؟ وادعيتم من خرافات القول فيها ما ادعيتم؟! من أب زعمتم وابن روح قدس ، لم يدل على شيء منه قياس ولا حاسة من الحواس الخمس ، ما هذه الأسماء أسماء طبيعية ذاتية جوهرية؟! أم هي أسماء شخصية قنومية (6)؟! أم تقولون هي أسماء حادثة عرضية؟! فإنكم إن كنتم إنما (7) سميتم الأب عندكم أبا ، لأنه ولد بزعمكم ولدا وابنا ، فليس هذه الأسماء طبيعية
صفحہ 417