کتاب الرد والاحتجاج علی الحسن بن محمد بن الحنفیہ

ہادی الہق یحییٰ بن حسین d. 298 AH
140

کتاب الرد والاحتجاج علی الحسن بن محمد بن الحنفیہ

كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية

اصناف

شیعہ فقہ

ومن ذلك قول إبراهيم صلى الله عليه لأبيه: {يا أبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا} [مريم: 4243]، فماذا يقول الكاذبون(1)، وينسب إلى الله وإلى نبيه الضالون؛ في هذا العلم الذي جاء إبراهيم؟ أتراه أتاه من العلم إن كان الله قد خلق أباه للنار أن أباه يقدر أن يخرج إلى غير ما خلقه الله له من النار حتى يصير إلى الجنان؟ أم يقولون إن العلم الذي جاء إبراهيم هو أن أباه إن كان الله جل ثناؤه خلقه للشقاء، وحال بينه وبين الهدى يقدر على مغالبة الرحيم، والخروج مما أعد له من الجحيم، والمصير إلى دار النعيم؟ والله سبحانه لم يخلقه(2) لذلك، بل جبله على غيره، ومنعه من رشده؟ أم تقولون في إبراهيم، الأواه الحليم، الصديق الكريم؛ أنه دعا أباه إلى اتباعه، وضمن له ما ضمن من ارشاده، ونهاه عن عبادة الشيطان الرجيم، وأمره بطاعة الرحمن الرحيم؛ وهو يعلم أن الله جل جلاله قد منعه من الخير، وأدخله إدخالا في الشر والضير؟! فلقد إذا أمره بمغالبة ربه، وهجره واعتزله على غير ذنبه(3).

صفحہ 431