فقال ضاحكا: لعله جنون أو مرض، ولكنه على أي حال يمثل السعادة في ذروتها. - وماري بكفورد؟ .. وزائرات الحديقة؟
فقهقه قائلا: هذه فاتحات شهية.
فتساءل إسماعيل قدري باهتمام: هل يختلف عن الجنس؟ - إنه شجرة ملائكية نواتها الجنس.
وهنا اعترف لنا صادق قائلا: لقد سألت والدتي أن تقرأ الفاتحة مع ست فاطمة أم إحسان، وتفكر والدي طويلا ولكنه لم يعترض.
ووقع حمادة الحلواني في شرك الحب وهو يناقش المحبين. علمنا أنه شغف بسميرة المعروقي، وقال لنا: فيها جميع المواصفات المطلوبة.
وسميرة بنت ستة عشر أيضا، من الطبقة الوسطى، وعرف عنها أنها تزور الجيران سافرة الوجه وحدها فاعتبرت متفرنجة، وكانت تفعل ذلك بموافقة الوالدين ورغم اعتراض ابن عم لها غيرة على سمعة الأسرة، وطبعا حمادة معروف كنجل يسري باشا الحلواني الثري الكبير والبطل الوطني. وعن طريق خادمتها دعاها إلى لقاء في شارع السرايات الذي يخلو مساء للعشاق.
من بدء الحكاية شعرنا بأن حمادة يخوض مغامرة فريدة ولكنها لم تمتحن بالحب الحقيقي الذي اقتحم قلبي صادق وطاهر، على أي حال تلاقيا في شارع الحب ولكن التجربة أجهضت قبل أن تبدأ، ما كادا يسيران دقائق معدودة حتى انقض عليهما ابن عم الفتاة كالوحش الكاسر، لطم الفتاة على خدها ففقدت توازنها وتهاوت فوق الطوار، ثم انهار على صاحبنا باللكمات حتى أدركهما شرطي الدرك ، وذاعت الفضيحة من فم إلى فم ككرة القدم، وغضب يسري باشا غضبا شديدا وقال لابنه: يعتدي عليك وأقف مكتوف اليدين لأننا نحن المعتدون، ألا تدري كيف تكون المعاملة مع بنات الناس؟ ومن هو المعروقي هذا؟ .. يا لك من طفل مخيب للآمال.
ونال صاحبنا من المعركة كدمات في الخد والشفة فاضطر إلى الاعتكاف أياما في السراي، ولما رجع إلينا لم نتمالك أنفسنا من الضحك، وسأله طاهر باهتمام: ماذا أنت فاعل؟
فأجاب ببرود: لا شيء. - ألا تحبها؟
فقال ضاحكا: تلاشى كل شيء في المعركة. - ألم تتبادلا أي كلام؟ - مجرد التعارف والإعجاب ثم كان ما كان. - لعلها تنتظر خطوة جديدة من ناحيتك؟ - لن يحدث أي جديد.
نامعلوم صفحہ