============================================================
وقدكان اختياره وقع على محمد بن بشير ، فاستكتبه، معرفتى أنا بابن بشير إذ تولى الكتابة لاخى إبراهيم ، فقبل الأمير - رحمه الله دأى العباس، وأمر باستقدام محمد بن بشير.
قال محمد : رأيت فى بعض الكتب : أن محمد بن بشير، لماأتى فيه رسول الامير، أتى وهو لايعلم مايراد به، فلما صار بسهل (1) المدور، مال إلى صديق له كان بها منه العباد فنزل عليه، وتحدث معه فى أمر تفسه، وذكر أنه يتوقع أن يضم إلى الكتابة التى تخلى عنها، فقال له صديقه العابد: ما أراك إلا بعث فيك للقضاء ، لأن القاضى توفى بقرطبة، وهى الآن بلاقاض .
فقال له ابن بشير : إذقلت هذه المقالة، وتوهمت هذه الحالة، فأتا أستشيرك فى ذلك، وأسألك أن تنصح لى ، وتشير بالصواب على، فقال له العابد : أسالك عن أشياء ثلاثة فاصدقنى فيها ثم أشير عليك بعد ذلك، فقال له محمد بن بشير : ماهى؟ قال له : كيف حبك لاكل الطيب، ولباس اثلين، وركوب الفاره ؟ فقال له : والله ما أبالى مارددت به جوعى، وسترت به عورتى، وحملت به(4) رجلتى(3)، (3) فقال له العابد : هذه واحدة، ثم قال له : كيف للتمتع بالوجوه(4 الحسان، وما يشاكل ذلك من الشهوات ؟ فقال له محمد بن بشير : هذه حالة والله ما استشرفت نفسى قط إليها ، ولا خطرت ببالى، ولا اكترثت يفقدها . قال له العابد : هذه ثانية، فكيف حبك لمدح الناس وثنائهم عليك، وكراهتك للعزل، وحبك للولاية؟ فقال له : والله ما أبالى فى (1) الأصول: بسهلة (2) ذا يريد : ما تحاميت به واتقيت (2) الرجلة، بالمضم : أن تمشى راجلا، ليس لك ما تركبه (4) الأصول: " الوجوه
صفحہ 74