============================================================
قال خالد بن سعد : سمعت أسلم بن عبد العزيز ، وقد نزل من القصر بالعشى ، فأتاه بقى ابن مخلد، خرج عليه هاشم وعنفه . وقال له : مه، والله ماكانت بينى وبين عمرو حالة موجبة لعداوة ، ولا سعيت فى عزله عند الأمير، إلا من سببك، ولما أراه يفعل(1) بك ، فعلت ذلك لله ، عز وجل ، فأتيت أنت اليوم فافتيت فى آمره بفتيا هدمت علينا ما كنا بنينا فى آمره، وخالفت جميع أصحابك من الفقهاء .
قال أسلم: وكان هاشم قد أرسل فى الفقهاء قبل ذلك واستفتاهم فى مسألته، فأوجبوا فيها اليمين على عمرو بن عبد الله فى مقطع الحق ، من آجل مال يتيم كان قد أودعه عند بعض من أودعه ، وقال : لست أحفظ عند من أودعته ، فأفتى أهل العلم أن يحلف فى ذلك ، ولم يرسل أخى هاشم فى بقى بن مخلد ، من أجل ثقته به ، وظن أنه لا يخالف أصحابه فى الفتوى ، لاسيما آن الحاجة كانت لبقيء ، إذ كان عمرو بن عبد الله عدوه ، فاجتمع الفقهاء فى بيت الوزراء فأفتوا باليمين، وأتى بقى بن مخلد فى آخرهم ، فقال : لايمين عليه ، لأن القضاة أمرهم على السلامة حتى يثبت عليهم غير ذلك، والأمير، إذقدمه، إنماقدمه وهو عنده من أهل العدل : فلما رفعت الآراء إلى الأمير محمد أمر أن يؤخذ فى أمر عمرو بفتيا بقى بن مخلد .
فلباعدد أخى على يقى فعله ذاك بحضرتى ، قال له : أصلحك الله ، كنت ترضى لشيخ مثلى آن يفتى على عدوه بغير ما يعتقده من الحق، ال و الله ما أفتيته فى أمره إلا بما اعتقدت أنه الحق، فلا تلنى .
(1) الأصول : " ان يقعل
صفحہ 176