76

قصہ طروادہ

قصة طروادة

اصناف

وتجددت الحرب بين الفريقين بسبب هذه السهم، فكانت حربا زبونا، طاشت من هولها الأحلام، وبلغت القلوب الحناجر، وزاغت الأبصار فما ترى إلا حميما.

وعز على فينوس أن ينهزم جند طروادة وهم أولياؤها وصنائعها، فذكرت أن لها في أرباب الألمب عاشقا هيمانا يترضاها ويلتمس وصلة منها تشفي قلبه الخفق، وتداوي هواه الثائر وأعصابه التي مزقها الحب، وأذابها لظى الغرام، فانطلقت إليه تغريه بكل ابتسامة تلين الحديد، وكل نظرة ساجية تفجر الماء من الصخر أن يقوم من فوره فينفخ من روحه في قلوب الطرواديين، ويؤيد بنصره صفوفهم.

ذلك هو مارس، مسعر الحروب وموري لظاها!

وطرب الطرواديون لوجود رب القتال في صفوفهم يناصب أعداءهم الحرب فيجعلها ضراما، ويصلصل دروعه فيوقع في قلوبهم الرعب، ويثير في نفوسهم الهلع، ويروعهم ترويعا.

وكانت إلى جانبه فينوس تنفث فيه سحرها، فكان لا يلقى فارسا إلا طعنه فيكبه على وجهه، ثم يشكه فيجفوه

1

من الأرض كأنما يتخذ منه هزوا وسخريا!

وهرع أبوللو فأمطر الهيلانيين وابلا من سهامه التي ما مست أحدا إلا أردته، وما أقصدت صدرا إلا شقته.

وساء منقلب الهيلانيين!

وعز على حيرا ومينرفا أن ينهزم أصحابهما، وأن يصلوها من مارس وأبوللو نارا حامية، وهزيمة منكرة، ثم لا يكون بحسبهم ضربات مارس اللزاب، وسهام أبوللو المفوقة، بل تطحنهم هذه الصواعق الجهنمية التي سلطها كبير الآلهة عليهم - زيوس سيد الأولمب - الذي أصبح كل همه أن ينتقم لأخيل ابن حبيبته ذيتيس من هؤلاء الإغريق ناكري الجميل!

نامعلوم صفحہ