لا يا أوليسيز! هلم فحرض القادة، وانفخ من روحك في قلوب الجند.»
وسمع أوليسيز إلى ربة الحكمة، فخفق قلبه، وثارت نخوته، والتهبت نحيزته؛ وعاهدها على إضرام المعمعة، وتأجيج لظى الحرب.
وانطلق بين الصفوف فلقي نسطور وأجاكس وبالاميدز وغيرهم من زعماء الجيش ورءوس فيالقه، فحذرهم «من الانخداع بكلمات أجاممنون؛ لأنها حيلة يريد بها القائد سبر عزائمهم واختبار هممهم»، كما تحدثت إليه مينرفا!
وحضهم على التضحية والصبر، وحرضهم على الجلد والاستبسال، وذكرهم بعهودهم ونظر الدنيا جميعا إليهم، ثم حذرهم من العار السرمدي الذي يتربص بهم إذا عادوا من دون أن يفتحوا طروادة!
وتغيرت الحال!
وتجددت روح الحرب، وفتح كل جندي عينيه على مجد الوطن! ونجح أوليسيز!
ونجحت مينرفا! •••
ودهش أجاممنون لهذا التحول المفاجئ في نفسية الجيش، تلك النفسية التي كانت منذ لحظة فقط، مزيجا من القنوط واليأس، وخليطا من السرور المخامر لمجرد الإيذان بالعود إلى الوطن؛ فصارت تضطرم تشوقا إلى الحرب، وتتحرق شوقا إلى امتشاق السمهريات الظوامي!
وما وسعه إلا أن يثني على شجاعة الجنود، و... عدم استسلامهم، و... ترفعهم عن الاستكانة والاستحذاء!
فكان تحوله أعجب، وموقفه بين عشية أو ضحاها أغرب!
نامعلوم صفحہ