(أقول) هذا الحديث عده المتأخرون من مشكلات الاخبار لوجهين:
(الأول) ان طول القامة كيف يصير سببا للتضرر بحر الشمس مع أن حرارة الشمس انما تكون بالانعكاس من الأجرام الأرضية وحده أربعة فراسخ في الهواء.
(الثاني) ان كونه (ع) سبعين ذراعا بذراعه يستلزم عدم استواء خلقته وانه يتعسر عليه كثير من الأعمال الضرورية. وأجيب عن الأول بوجهين: (أحدهما) ان يكون للشمس حرارة من غير جهة الانعكاس أيضا وتكون قامته عليه السلام طويلة جدا بحيث تتجاوز الطبقة الزمهريرية ويتأذى من تلك الحرارة ويؤيده حكاية ابن عناق انه كان يشوي السمك بعين الشمس. (الثاني) انه كان لطول قامته لا يمكنه الاستظلال ببناء ولا شجر ولا جبل فلا يمكنه الاستظلال ولا الجلوس تحت شئ فكان يتأذى من حرارة الشمس لذلك. (واما الجواب) عن الثاني فمن وجوه أكثرها فيه من التكلف ما أوجب الاعراض عن ذكره لبعده عن لفظ الحديث ومعناه. واما الوجوه القريبة فمنها ما ذكره بعض الأفاضل من أن استواء الخلقة ليس منحصرا فيما هو معهود الان فان الله تعالى قادر على خلق الانسان على هيئات اخر كل منها فيه استواء الخلقة وذراع آدم عليه السلام يمكن ان يكون قصيرا مع طول العضد وجعله ذا مفاصل أو لينا بحيث يحصل الارتفاق به والحركة كيف شاء. ومنها ما روى عن شيخنا بهاء الدين طاب ثراه من أن في الكلام استخداما بان يكون المراد بآدم حين ارجاع الضمير إليه آدم ذلك الزمان من أولاده ولا يخفى بعده وعدم جريانه في حوا الا بتكلف.
ومنها ما قاله شيخنا المحدث سلمه الله تعالى وهو ان إضافة الذراع إليهما على التوسعة والمجاز بان ذراع صنف آدم إليه وصنف حوا إليها أو يكون الضميران راجعين إلى الرجل والمرأة بقرينة المقام. ومنها ان الباء في قوله بذراعه للملابسة اي كما قصر من طوله قصر من ذراعه لتناسب الأعضاء وانما خص الذراع لان جميع الأعضاء داخلة في الطول بخلاف الذراع. والمراد بالذراع في قوله سبعين ذراعا اما ذراع من كان في زمن آدم أو كان في زمن من صدر عنه الخبر.
صفحہ 36