بعضهم بعضا فعند ذلك قالوا: ربنا أتجعل فيها الخ.
ومنها انه تعالى كان قد اعلم الملائكة انه إذا كان في الأرض خلق عظيم أفسدوا فيها وسفكوا الدماء. (ومنها) انه لما كتب القلم في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة فلعلهم طالعوا اللوح فعرفوا ذلك. (ومنها) ان الخليفة إذا كان معناه النائب عن الله في الحكم والقضاء والاحتياج انما يكون عند التنازع واختلال النظام كان الاخبار عن وجود الخليفة اخبارا عن وقوع الفساد والشر بطريق الالتزام. (ومنها) ان الله سبحانه لما خلق النار خافت الملائكة خوفا شديدا فقالوا لمن خلقت هذه النار؟ قال لمن عصاني من خلقي ولم يكن يومئذ خلق غير الملائكة فلما قال إني جاعل في الأرض خليفة عرفوا ان المعصية منهم. وقد جوز الحشوية صدور الذنب من الملائكة وجعلوا اعتراضهم هذا على الله من أعظم الذنوب ونسبة بني آدم إلى القتل والفساد من الكبائر لأنه غيبة لهم ولأنهم مدحوا أنفسهم بقولهم ونحن نسبح بحمدك وهو عجب.
(وأيضا) قولهم لا علم لنا الا ما علمتنا اعتذار والعذر دليل الذنب.
(وأيضا) قوله ان كنتم صادقين دل على أنهم كانوا كاذبين فيما قالوه.
(والجواب) عن هذا كله ظاهر وهو ان ليس غرضهم الاعتراض بل السؤال عما خفى عليهم من وجه الحكمة وليس لمن لم يوجد غيبة.
(وفي كتاب قصص الراوندي) عن مقاتل بن سليمان قال سألت أبا عبد الله عليه السلام كم كان طول آدم عليه السلام حين هبط به إلى الأرض وكم كان طول حوا؟ قال وجدنا في كتاب علي عليه السلام ان الله عز وجل لما اهبط آدم وزوجته حوا إلى الأرض كانت رجلاه على ثنية الصفا ورأسه دون أفق السماء وانه شكى إلى الله ما يصيبه من حر الشمس فصير طوله سبعين ذراعا بذراعه وجعل طول حوا خمسة وثلاثين ذراعا بذراعها. (وفي الكافي) بعد قوله من حر الشمس فأوحى الله إلى جبرئيل عليه السلام ان آدم قد شكى ما يصيبه من حر الشمس فاغمزه غمزة وصير طوله سبعين ذراعا بذراعه واغمز حوا فصير طولها خمسة وثلاثين ذراعا بذراعها.
صفحہ 35