جعفر وكان حاضرا المجلس فتبعتهما فقال له المأمون كيف رأيت ابن أخيك فقال عالم ولم نره يختلف إلى أحد من أهل العلم، فقال المأمون ان ابن أخيك من أهل بيت النبي الذي قال فيهم: ان أبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلال. وانصرف الرضا (ع) إلى منزله فلما كان من الغد غدوت إليه وأعلمته ما كان من قول المأمون وجواب عمه محمد بن جعفر له فضحك (ع) ثم قال يا علي بن الجهم لا يغرنك ما سمعته منه فإنه سيغتالني والله ينتقم لي منه.
(قال الصدوق) هذا الحديث عجيب من طريق علي بن محمد بن الجهم مع نصبه وبغضه وعداوته لأهل البيت عليهم السلام. (أقول) هذا ليس بعجيب لأن الله سبحانه يجري الحق لأوليائه على السنة أعدائه في كثير من الأحوال وفي أغلب الأزمان.
(وفي كتاب الخصال) مسندا إلى الأشعري رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال ثلاث لم يعر منها نبي فمن دونه الطيرة والحسد والتفكر في الوسوسة في الخلق.
(قال الصدوق) ومعنى الطيرة في هذا الموضع هو ان يتطير منهم قومهم فاما هم (ع) فلا يتطيرون وذلك كما قال الله عز وجل في قوم صالح (قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله) وكما قال آخرون لأنبيائهم (انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم..) الآية. واما الحسد في هذا الموضع هو ان يحسدوا لا انهم يحسدون غيرهم وذلك كما قال الله عز وجل أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما. واما التفكر في الخلق فهو بلواهم (ع) باهل الوسوسة لا غير ذلك كما حكى الله عنهم من الوليد بن المغيرة المخزومي انه فكر وقدر فقتل كيف قدر يعني قال للقرآن ان هذا الا قول البشر.
(أقول) ما ذكره من التأويل حسن الا ان في الكافي وغيره تتمة للحديث لا يحتمله وهي لكن المؤمن لا يظهر الحسد، ومن ثم حمل جماعة من أهل الحديث على ما هو أعم من الغبطة أو ان القليل منه إذا لم يظهر ليس بذنب والطيرة هي التشائم
صفحہ 23