- بيعة علي بن أبي طالب وحدوث الفتنة الثانية وآثارها الفكرية
ومواقف المسلمين من هذه الأحداث
ذهب الناس بما فيهم المهاجرون والأنصار إلى علي المعتزل في بيته وطلبوا منه البيعة فحاول أن يمتنع لكنهم أقنعوه بأن الأمر يزداد فتنة وأن ترك الأمة بلا إمام يعرضها لمزيد من سفك الدماء، وطلبوا منه أن يبسط يده للبيعة، عندئذ يبدو أن عليا تذكر بيعة أبي بكر وما قيل عنها وخشي أن يقال عن بيعته فلتة فأمر الناس بالذهاب إلى المسجد محتجا بأن بيعته لن تكون سرا وإنما في المسجد على ملأ ورضا من المسلمين فإن رضوا به بايعهم وإن رفضوا تركهم ومن يبايعون، فذهب واجتمع عليه المسلمون وبايعوه ولم يحفظ أن أحدا من المهاجرين والأنصار تخلف عن بيعته إلا أفراد قلائل اختلف فيهم، فمنهم من ذكرهم في البيعة ومنهم من استثناهم00
إذن فتيار العلوية الآن أصبح مرشحهم خليفة للمسلمين وبدأ الصراع السياسي يشتد فالعثمانية (وجمهرتهم في الشام عند معاوية ) لم يقروا بالبيعة وبعد مراسلات ومحاولات لرأب الصدع أصر تيار العثمانية على المعارضة وتحميل خليفة المسلمين مسئولية قتل عثمان باتهامه واتهام العلوية بقتل عثمان أو خذلانه000الخ.
أ- معركة الجمل:
وفي هذه الأثناء خرج تيار ثالث ليس إلى تيار الخليفة ولا تيار العثمانية هو تيار طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة وهم وإن ظهر للناس أن مطالبهم تتفق مع العثمانية لكنهم يختلفون عن تيار العثمانية بعدة أمور أبرزها:
1. أنهم لا يتهمون علي بن أبي طالب بالمشاركة في قتل عثمان ولا يحملونه ذلك لأنهم كانوا يعرفون الأوضاع تماما فهم كانوا في المدينة، وكانوا من المعارضين لسياسة عثمان وهم يعرفون أن عليا أكثر دفاعا عن عثمان منهم.
صفحہ 75